هذه الصورة إحدى أجمل الصور التى صورتها عام 1999 تقريبا
وقد أصبحت الآن ذكرى , وهى تعبير أصيل عن الريف المصرى العتيق
بجوار النيل العظيم الذى أعرفه ويعرفنى , فقد نشأت على ضفته الشرقية
وقضيت عمرا من عمرى فى حقلنا على شطه قريبا من تلك الساقية التى لم تعد موجودة
وكذلك تلك الشجرة التى أكلنا منها التوت كثيرا , التوت الشهى رمز شغف الطفولة
وتظهر فى الصورة قرية دملو , وقرية كفر سعد فى الخلف ,
وهذه الأراضى هى أراضى طرح النهر , ونطلق عليها الجزيرة
رغم أنها ليست جزيرة .. كم كانت الحياة مختلفة
وطعمها كان مختلفا , والشمس كانت أجمل
وجسر النيل كان أنظف وأجمل
ومياه النيل كانت أشهى
كل شىء كان أفضل
والآن إذا كنت من أبناء الطبيعة
وتعشق الأشجار والأطيار , والنيل والحيوانات
والحشرات , وكل مخلوقات الله الجميلة
وإذا كنت من عشاق السحاب الأسطورى
فسوف تتالم كما أتالم مما وصلنا إليه فى عصر المخلوع
الذى لوث الحياة فى كل مناحيها , وشوه بالتعليم الفاشل العقول
وجعل مصر مزبلة واسعة , فهل نستطيع أن نعود بمصر إلى روعتها
وروعة تصرفات شعبها العريق العريق الذى ظهر معدنه الذهبى فى الثورة المجيدة
نأمل ذلك , فالثورة يتم سرقتها يوميا , والفلول مازالوا فى مناصبهم
**********************************************
على جسر النيل الآن جبال من القمامة والقاذورات , تحتاج من ينظفها
تحتاج إلى همة المجالس القروية .. والمجالس القروية نائمة
أتمنى أن يكون للنيل وزارة , وزارة النيل
ويكون وزير النيل من عشاق النيل
*********************************************************************
******
حقل البرسيم
هذا حقلنا , مزروع بالرسيم
وعلى حدود الأحواض , تم زرع الكرنب
الكرنب نبات جميل جدا , وهو يشبه وردة كبيرة
بلون كرنبى , وياله من وردة مفيدة ومغذية , وله رائحة مميزة
فى هذا الحقل زرعنا كل مايزرع فى المنطقة
وتمتعت بتأمل الطبيعة سنوات طفولتى
وعرفت معنى الزراعة , وجمال المزروعات
وهنا عشقت زهرة رائعة جدا , وهة زهرة نبات الكوسة
تلك الزهرة الصفراء المخضبة بلونه الشمسى المبهج
وهنا زرعنا القطن من زمن بعيد , ونوارته جميلة
ولوزة القطن وهى تتفتح بالقطن الأبيض المثالى فى لونه سحر خالص
وهنا زرعنا الذرة ,
هذا هى الريف المصرى الذى أعشقه , و
الريف القديم كان فقيرا , ولكنه كان غنيا جدا فى أخلاقه
هنا رأيت أبى وأخى وأنا طفل بعد أن انتهوا من حراثة الحقل
بالمحراث البلدى والذى تجره جاموستان , رأيتهما يخرجان من حقلنا
ويكملان فى حقل الجار , فتعجبت جدا , وأخذت أتساءل عن حدود أرضنا
وتساءلت بعجب لماذا تحرثان هذا الحقل وهو ليس لنا
ولم أكن أعرف أن هذه عادة الفلاحين
المشاركة والمؤازرة والتعاون
كل هذا لم يعد موجودا الآن
لقد طغت المادية وتوحش البحث عن المادة
مع قليل من الروح القديمة
التعاون موجود طبعا , ولكن بالقياس إلى الماضى فهو قليل
****************************
كان الفلاحون يبنون بيوتهم بدون تكاليف كثيرة
وكان الجيران والأقارب يتعاونون فى العمل
من بداية البناء حتى نهايته
ياااااه
تغير الزمن كثيرا
ولكن سيتظل روحى ترتاح فى الريف فقط
أنا لست من أبناء المدينة ويقتلنى الزحام والضجيج
وأتمنى أن يهتم الناس بالحفاظ على الأرض الزراعية
لأنها تضيع كل يوم , كل يوم ياتوى قلبى فى صدرى
وأنا أشاهد المبانى تدمر الأرض التى ورثناها عن أجدادنا الفراعنة
فضيعناها , وأفسدناها , وهى التى تكونت على مدار ألوف السنين
***************************************************
رى الأرض لزراعتها بالبرسيم
*****
حقل فى كفر سعد
بين كفر سعد وقرية ميت راضى
يلمع الحقل بالماء استعدادا لزراعة البرسيم
وبجواره حقل متأخر من الذرة , الذى يباع للشوى
ومزرعة للدواجن وهى من بقايل مزارع الدواجن التى انتشرت
من ثلاثة عقود بشكل مفرط ,ثم بدأت تحقق خسائر قل الإقبال على إنشائها
وفى الحقل طيور " أبو قردان " الجميلة الرشيقة صديقة الفلاح
وكانت قد اختفت لعقدين وأكثر هى والغربان
بسبب رش أرض القطن بالطائرات
ومازال بقايا المطار الزراعى موجودا
بعد أن تم بيع أرضه وبه مخازن كبيرة
كان الرش بطائرات الشركة البولندية " بيزيتل "
يقتل الطيور التى تأكل الديدان ,
*****************
انظر للأرض السمراء الجميلة
ولأشجار الكافور فى العمق قرب حد الأفق
وبعدها يوجد الرياح التوفيقى الذة نسميه " المتر" 00
***********************************************************
كفر سعد فى الصباح
صورة فى شهر2012
ويناير أجمل شهور مصر
ففيه قامت الثورة المجيدة ثورة 25 من يناير
وفيه تدفقت دماء الرفض والثورة من أجل الخلاص من الظلم
تدفقت حارة غزيرة فى قلوب الشباب المصرى الذة آزره الشعب
******************************************
شمس الصباح الشهية
تغمر الحقول مع بقايا من الضباب
وتنعكس على البيوت