مقترحات
لإصلاح التعليم في مصر
حسين أحمد إسماعيل
لإصلاح التعليم في مصر
حسين أحمد إسماعيل
تقديم
غنى عن القول أن المستقبل مرتبط بإصلاح التعليم .. والتعليم بوضعه الحالى حقل تدمره الحشائش الضارة، رغم الجهود المبذولة، والحركة الدائمة من أجل التطوير، ولكنها حركة سطحية، بينما القاعدة العريضة محكومة بالفساد على جميع المستويات، والأمر واضح لكل ذى عقل، ومحاور الإصلاح الأساسية كما أراها هى:
1- إلغاء دفتر التحضير:
أنا أول من يطالب بإلغاء دفتر التحضير، لأن العملية التعليمية انحصرت فى متابعة دفتر التحضير، وأصبح هم التوجيه الفنى الأول دفتر التحضير، وأصبح العمل بنسبة 90% هو عمل ورقى، فنحن الشعب المفرط فى ورقيته.
ويجب أن يكون الهدف الأسمى التركيز على العمل الواقعى بنسبة 90% وتقليل العمل الورقى إلى 10%، فما فائدة أن يكون تحضير المعلم فى دفتره جيدا، بينما لا يستطيع توصيل المعلومة، والدرس غير حاضر فى ذهنه، ومستوى فصله سيئ. بينما هم الموجهين والمتابعين التوقيع فى الدفتر فقط. لابد من تغيير هذه العقلية تماما، فمن الحماقة أن نعيد فى دفتر التحضير ما هو مكتوب فى كتاب المدرسة. والمعلم الفاشل من يشرح من دفتر التحضير، لأن الشرح فى الحصة أضعاف أضعاف ما هو موجود فى الدفتر، لذلك اقترح سجلا صغيرا لكتابة عنوان الدرس وتاريخه فقط. ويمكن تجربة ذلك فى بعض المدارس.
سيتم تفعيل العمل الواقعى، وسيتم الاهتمام بدفتر الدرجات، وسيتم تقييم أداء المعلم واقعيا. والأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر.
2- محاربة، وتجريم الدروس الخصوصية:
ما معنى أن يخرج تلاميذ مصر من المدارس إلى أوكار الدروس الخصوصية الموبوءة ؟ وما معنى أن يدفع أولياء الأمور المليارات سنويا لبعض المتاجرين بالعلم؟ إن هذا أبرز مثال على فشل التعليم، فالدروس الخصوصية جريمة اجتماعية وإنسانية وتربوية واقتصادية فى حق أطفال وشباب مصر، وفى حق المستقبل. فمواعيد الدروس أصبحت فى وقت الدراسة، والكل يعرف ذلك، لقد تقلص دور المدرسة – بشكل فاضح – لصالح الدروس الخصوصية .. والمعلم يوفر مجهوده للدروس الخصوصية، والطالب لا يمكن أن يركز طوال اليوم لذلك أصبحت مدارسنا مهزلة. إن خطر الدروس الخصوصية أشد من خطر المخدرات، ولابد من حلول واقعية لصالح الطالب، والمعلم، والمجتمع، والمستقبل.
3- هدم الفكر الإدارى الحالى، وبناء فكر جديد:
عندما درس المستشرقون العالم الثالث، أرجعوا تخلفه إلى تخلف إدارى، لأنه يهدر موارده. ولن يتم إصلاح التعليم بدون إصلاح الإدارات المدرسية والحل الوحيد الذى أراه – حاليا – هو التعاقد مع مديرين أجانب – رغم مهانة ذلك – ولكنه الحل الوحيد لإصلاح الإدارة.
4- خلق فرص عمل للشباب:
أى عمل لابد له من دافع، والدافعية للتعليم ضعيفة جدا، بسبب بطالة الشباب المؤهل للعمل، ولا يجد عملا مناسبا لبداية حياة إنسانية، والتلاميذ يرون ذلك، ويعيشون هذه الحقائق، فلم يعد للتعليم ذلك البريق القديم. فالتعليم الآن طريق يؤدى إلى الشارع غالبا، فالمنتج – المتخرج – لو كان ممتازا فلا حاجة ماسة له – فى الواقع – فماذا يفعل المنتج الجيد؟
5- إلغاء الكتاب الخارجى:
إن خطر الكتب الخارجية خطر تربوى فادح، فهو يفرق بين الطالب القادر ماديا وغير القادر. كما أنه لا يترك للطالب فرصة استنباط الأفكار، ويزحم عقل الطالب بكم من المعلومات غير المطلوبة، والتى تمثل عبئا على عقل الطالب، وتفسد المادة العلمية، فلا تترك فرصة لعقل الطالب ليقرأ، ويدرس، ويستوعب، ويفكر.
6- المناخ التعليمى:
المدرسة جزء من مجتمع – تنعكس عليه مشكلات المجتمع، خصوصا الحالة الاقتصادية، والواسطة، والمحسوبية، وتنقلات المعلمين والانتدابات المفاجئة، والمتكررة تثير القلق والإرباك فى العملية التعليمية، ويتم تعديل الجداول بشكل دائم.
7- وقف إهدار المليارات فى طباعة الكتب المدرسية , فالفقراء لايفعلون ذلك 00000