مأساة الشعراء
فى مصر المحروسة
وثيقة أدبية للشاعر عمر نجم
*****************
حسين أحمد إسماعيل
قال حافظ إبراهيم
حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي وعِفتُ البَيانَ فلا تَعتُبي
فما أنتِ يا مصرُ دارَ الأديبِ ولا أنتِ بالبَلَدِ الطَّيِّبِ
وكمْ فيكِ يَا مصرُ مِنْ كاتبٍ أقالَ اليَراعَ ولم يَكتُبِ
يعيش الشعراء والأدباء عموما فى مصر حياة صعبة , فلا أحد يهتم بالشعر إلا الشعراء أنفسهم , وقصور الثقافة فى أنحاء مصر مبانى غالبا جيدة , ولكنها تزدحم بالموظفين أكثر من الرواد , والميزانيات ضعيفة , لأن الدولة لا تسعى لإيجاد مفكرين وأدباء ومثقفين , ولا توفر المناخ الملائم لتشرق الثقافة فى أرواح الشعب , وخصوصا والهيئة العامة لقصور الثقافة هى أساسا ثقافة جماهيرية , تسعى إلى الجمهور , ولا تنتظر أن يسعى الجمهور إليها .. وهناك بخل مقصود على الأدباء والشعراء إلا القلة المحظوظة , تلك القلة التى دخلت حظيرة وزير الثقافة الأسبق أيام المخلوع : فاروق حسنى ..فى مصر المحروسة
وثيقة أدبية للشاعر عمر نجم
*****************
حسين أحمد إسماعيل
قال حافظ إبراهيم
حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي وعِفتُ البَيانَ فلا تَعتُبي
فما أنتِ يا مصرُ دارَ الأديبِ ولا أنتِ بالبَلَدِ الطَّيِّبِ
وكمْ فيكِ يَا مصرُ مِنْ كاتبٍ أقالَ اليَراعَ ولم يَكتُبِ
وأذكر مثلا أننى وأحد الأصدقاء ذهبنا لنمثل شعراء القليوبية فى معرض القاهرة للكتاب , فصرف لنا المسئول فى مديرية الثقافة بالقليوبية لكل منا ستة جنيهات ذهابا وإيابا فى الوقت الذى كانت هناك اتهامات بسرقة مئات الألوف ..
وعندما ينشر الأديب كتابا فى هيئة الكتاب أو قصور الثقافة , يصرف مكافأة هزيلة , أما المحظوظون فكانوا ينشرون فى مكتبة الأسرة , وهذا فيلم كبير جدا , وله مخرجون محترفون , وقناصون .. باختصار لا تعمل الدولة بإخلاص لرعاية الأدباء والشعراء ..
هذه المقدمة كان لابد منها , قبل أن أعرض هذه الوثيقة الخطيرة والتى لا تحتاج إلى شرح , وإنما فقط أن نتألم لما وصل إليه حال الشعراء وكيف تتم معاملتهم وكيف تضيع حقوقهم ..
قصة هذه الوثيقة الرسالة :
عمر نجم شاعر عامية , ويبدو أنه أرسل هذه الرسالة لحسين مهران , أشهر من تولى الهيئة العامة لقصور الثقافة , فوضعها فى كتاب ونسيها , ليجدها أحد الأصدقاء فى ذلك الكتاب عندما اشتراه من سور الأزبكية , أو أن الشاعر كتب الرسالة الشكوى , ولم يرسلها لتصل مطوية فى كتاب إلى سور الأزبيكة الشهير لتقع فى يد صديقى .. إذن تم العثور على هذه الرسالة فى أحد الكتب المشتراة من سور الأزبكية , ربما من عشر سنوات وظلت فى أوراقى , وقد أعطيت صورة منها إلى الصديق القاص فؤاد مرسى مدير الثقافة العامة من سنوات..
وأنا لا أعرف الكثير عن الشاعر عمر نجم , ولكنى رأيته مرة واحدة فة ندوة بجامعة بنها تقريبا عام 1983 كان أعدها الدكتور يسرى العزب , واستمعت إلى إحدى قصائده عن حرب لبنان وقتها , وعندما رجعت إلى ديوانه وجدت القصيدة بعنوان : فى هدوء ..
وأول دوان للشاعر : وف حواريكى الحقيقة , والديوان الثانى له بعنوان : سعيد يعنى Happy , ولا أعرف هل له دواوين أخرى أم لا , وقد توفى منذ سنوات , وأخبرنى أحد الأصدقاء أنه كان يعمل بالصحافة , وكانت ظروفه صعبة ..
وكما سنجد فى الوثيقة أن الشاعر يتميز بخط أنيق وجميل جدل ومنظم , وإلى الوثيقة وهى رسالة من ثلاث صفحات :