داعش يعنى الدولة الإسلامية فى العراق والشام , وكان هناك مشروع دالب , أى الدولة الإسلامية فى ليبيا , إنها أطماع كبيرة ولا حد لها , ولن يقضى عليها السلاح وحده رغم أهمية ذلك , ولكننا أمام ناس يستمتعون بالموت ويعشقون القتل والدماء وقطع الرقاب فى مشاهد تمثيلية مصورة ومقصودة , فمن الخطأ إذن أن نعتمد السلاح وحده للتخلص من الإرهاب لأن جذوره ممتده فى حياتنا ومتعمقة دون أن يدرى أحد , مثلا من أسابيع كفّر شيخ أو يدعى أنه شيخ , كفر الإخوة المسيحيين بكلام واضح لا يحتمل اللبس , أى أنه لم يتكلم بل وجه طلقات رصاص مجنونة فى كلامه , وهناك من يتلقف هذا الكلام ويؤثر فيه كثيرا , فيتخذ خطوات عملية لينال الشهادة كما يعتقد , ورد عليه قسيس بتكفير المسلمين , وبعد أيام تم تفجير كنيسة طنطا ,وسالت دماء , ومر حادثا التكفير مرور الكرام , ولم يتم تحويل أحد للقضاء , ثم نتساءل من أين تأتى داعش ؟ تاتى من التأويل المخطئ الجهول للدين , عندنا داعش , والقاعدة , وطالبان , وبوكوحرام , وعشرات الجماعات التكفيرية , والتكفير أسوأ جريمة لأنه يستحل دماء من يكفرهم , ويتخذ غيره الخطوات التنفيذية فتسيل الدماء ظلما وعدوانا ........ وأول الأسلحة القوية والعنيفة لدحر الإرهاب هو سلاح الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة للجميع , وهذا السلاح السهل المتوفر لا يريد أن يستخدمه أحد , فلنجرب ولن نخسر شيئا بل سنكسب كثيرا , سنكسب مجتمعا قويا حرا عادلا ينال فيه كل إنسان حقه ببساطة وسهولة بدون قتل وبدون تعذيب أو سجن , وأنا هنا أتحدث عن البلاد الإسلامية كلها , ومن أقوى الأسلحة أيضا عدم تأليه الحكام والملوك مع ملاحظة أن الملك هو الله وحده المستحق للعبادة , وليس إنسانا يأكل ويتبرز مثل كل البشر .. .... والتعليم له دور عظيم فى دحر الإرهاب ,والتربية على الحرية واحترام الإنسان مهما كان اختلافه عنا , وهنا أهم نقطة فى دحر الإرهاب احترام الإنسان مهما كان مختلفا عنا فى عقيدته وأفكاره , وهذا يأخذ سنوات , وعدم تمجيد الصيع واللف والدوران والبلطجة فى الأفلام البائسة التى لها تأثير قوى ومخرب دون أن يدرى أحد , وتمجيد كل القيم النبيلة والإنسانية بدون وعظ يفسدها بل بالفن المؤثر , وتنقية الإعلام الفاشل من فشله العالمى , ومن هياجه الانفعالى , وصراخة وشتائمه الرخيصة ونفاقة غير المسبوق ,وبعده عن العقل والمنطق والمهنية , والمهنية هى أعظم قيمة فى الحياة الحديثة تغرس العقل غرسا طيبا فى الحياة ... والرواج الاقتصادى سلاح قوى ضد الإرهاب , والنظريات الاقتصادية التى تم تجربتها فى مجتمعات أخرى ونجحت مطروحة لمن يستفيد , والنمور الأسيوية مثال على ذلك , ونحن نتخبط , ونتفنن فى سحق الفقراء اقتصاديا , وأنا موظف قديم , وأجد صعوبة بالغة فى شراء الدواء , وما أحتاجه كثير وأسعاره فى السماء , فماذا يفعل من هم أفقر منى _ وكلنا فقراء إلى الله - والفقر الشديد مع إلحاح الإعلانات بالحياة المترفة الباذخة والمسرفة فى بذخها , تملأ نفوس البعض بالحقد الطبقى , وعدم الرضا , فليكن رضا المواطن هدف الحكومات , ولكنها حكومات بائسة لن تستوعب ذلك , لأنها تعتبر المواطن عبدا , وتعامله معاملة الأعداْء ,,, نعود للتربية والتعليم , فهى كل شىء فى حرب الإرهاب - على المدى البعيد - هى التى تربى الإنسان على احترام الحيوان أولا , لأن احترام الحيوان مقدمة لاحترام الإنسان احتراما كاملا شاملا , وأتذكر مثلا أحد الوزراء أو رؤساء الوزارة , وهو يكذب أنه لن يقبل مجرد شتيمة المواطن أو إهانته , وبعد أسابيع تمت مذبحة محمد محمود والتحرير ,,, ثقافة الكلام والهراء هى الرائجة ولا أحد يحاسب أحدا على كلامه , هل هو صادق ,وهل للصدق قيمة عظيمة عنده أم هو يهرف ويهرف , والخطط العلمية معدومة , ولو وجدت فهى كلام لا يهتم به أحد بل كلام للإعلام يتغنى به ........... محاربة الإرهاب طويلة لأن الإرهابى مؤمن بقضيته , ويطلب الموت فى سبيلها , لذلك يجب أن نكون نحن كذلك ونحن نطلب الحياة والمستقبل , و يجب أن تكون حربنا أيضا شاملة وواعية وعلمية وتبدأ من التعليم , وليشارك كل مثقفى مصر الكبار فى صياغة أهداف لايخرج عنها التعليم , وهناك معلمون وهناك مدرسون , فليكن سعينا لجعل كل من يعمل فى التربية والتعليم معلما , ولنعين كل من حصل على الماجستير والدكتوراة وليعمل معلما فى المراحل الأولى , لنؤسس جيلا متعلما عاقلا متسامحا وطنيا ,,, والله الموفق .
كيف نقضى على الإرهاب ؟
hussein- Admin
- عدد المساهمات : 463
تاريخ التسجيل : 12/11/2010
الموقع : منتدى أتريب
- مساهمة رقم 1