*** سؤال استراتيجى لا يمكن تجاهله ***
حسين أحمد إسماعيل
فى يوم الجمعة , يصلى المسلمون ,فلنقل مثلا مليار مسلم , ويرفعون أيديهم بالدعاء لله الذى قال سبحانه " ادعونى أستجب لكم " وفى اللغة سوف أستجب للبعيد , وسأستجب للقريب , وقد أستجيب للشك ,,, ولكن تعبير الله بلا سين ,وبلا سوف , وبلا قد , بل أستجب , وهذا يعنى الاستجابة السريعة ....
إذن لماذا لا يستجيب الله تعالى لملايين المسلمين , وهم يدعون الله من قرون طويلة دون أن يستجيب الحق لهم ؟؟؟ هناك شىء خطأ , وخطأ قاتل فى حياتنا تجعل الله لا يستجيب لصلواتنا ودعائنا ,,
حيرنى هذا الأمر طويلا طويلا , الاستعمار مزق حياتنا , والاستعمار المحلى أشنع وأشد , والجهل لا نهاية له , والدماء والجثث والأشلاء والتكفير ,والجماعات المجنونة , تملأ حياتنا نحن الذين ندعو الله الحق فلا يستجيب لنا ..
ظللت محيرا حتى سمعت جوابا عن حيرتى وأنا طالب بالجامعة مصادفة فى الإذاعة , فقد سأل المسلمون هذا السؤال للإمام جعفر الصادق , حفيد الإمام على كرم الله وجهه , والسؤال كان فى بدايات الإسلام عندما كان الإسلام ما يزال دافئا فى القلوب , قالوا : يا إمام , الله يقول : " ادعونى أستجب لكم " ونحن ندعو فلا يُسجاب لنا . فقال الإمام : لأنكم تدعون ما لا تعرفون .
يا له من جواب يحتاج تأملا طويلا !!! وبعد مرور القرون , وبعد أن أصبح الدين شكليا مظهريا , فكيف يستجيب الله لمسلمين يتاجر معظمهم بالدين , ويظنون الدين دروشة , ولحية وزيا مخصوصا , ونقابا ؟
قال الشعراوى رحمه الله , : إن للدين خطان خط صاعد وخط هابط , الخط الصاعد هو الحفاظ على شكليات الدين , والمبالغة فى ذلك , والخط الهابط خط عدم العمل بتعاليم الدين .
كيف يستجيب الله الحق لمسلمين لا يحبون العمل , ولا يبدعون فيه , ولا يخترعون شيئا , ويشترون كل شىء تقريبا طائرات , وصواريخ , ودبابات , وسيارات , وماكينات , وعلاجا , وكل التكنولوجيا الحديثة , ,,,,, كيف يستجيب الله الحق للفاشلين ؟ هذا ضد عدل الله العدل .
كيف يستجيب الله الملك , لشعوب ترتضى لحاكم يأخذ اسما من أسمائه : الملك ؟ كيف يستجيب الله لبلاد دخان الظلم فيها يغطى الأفق , وليست تلك هى المشلكة فقط , بل إنهم يدّعون العدل , وأنهم يعطون الناس حقوقهم .
كيف يستجيب الله لبلاد كل من يقول رأيا مخالفا يتم سحقه كالحشرة فى السجون والمعتقلات ؟ إن الله العدل النور , لا يحب الظلم والظلام ,
كيف يستجيب الله الحق ذو الأسماء الحسنى لبلاد تضيع فيها دماء الشهداء سدى , ويثور الشعب فيتم سرقة ثورته ؟ والإسلام فى صميمه ثورة عظيمة , بل الإسلام أعظم ثورة فى التاريخ ضد الظلم والفساد وتأليه البشر والأصنام .. الإسلام ثورة حقيقية .
إن الله الحق لن يستجيب لكم أيها الضالون , يا من تؤمنون به كلاما ومظهرا فقط , وتمارسون الكفر به فى أعمالكم ليل نهار . لن تخدعوا الله أبدا , وإلا اسألوا أنفسكم : لماذا لا يستجيب الله لكم ؟ ولماذا أنتم فى حضيض الأمم ؟