*** مأساة عصفورة للشاعرة جليلة رضا ***
البيوت حياة , وذكريات ,
ولكن العدو هدمها بحقده الأسود , لأنه عدو الحياة , مدعوما بالصمت العربى الجبان ..
من سنوات طويلة كنت أدرّس نصا جميلا فى الصف الثانى الإعدادى , للشاعرة جليلة رضا , يتحدث عن عصفورة هدموا بيتها وشردوا صغارها حين قطعوا شجرتها , وأخذت العصفورة تشكو لجارتها الشاعرة ما ألمّ بها , وليتخيل كل منا كيف يحيا لو عاد إلى بيته فلم يجده , ووجده كوما من الحطام ؟ بلا حياة يجثم الموت على أحجاره , أين الأولاد , وأين مكان لعبهم , وأين جلستى المفضلة أمام التلفزيون , , ,,,,,, وأين وأين وأين ,,,,,,, وهاهى القصيدة :
مساء الخير يا أختى مساء الخير يا جاره
وقفت هنا على الشباك استجديكى منهاره
فهل ترضين أن تصغـي بلا ضيقٍ إلى ألمى
وترتاحين آونة من الأوراق والقلــــــــــــمِ
وتستمعين فى عطفٍ إلى شكواى يا جاره
لقد غادرت أبنأئى لأعلوا الافاق مسروره
فرغم أمومتى كما تدرين عصفـــــــــــوره
أجل حلقت فى الآفـاق صاعدة ومنحدره
وحين رجعت بعد الـعصر لم أعثر على الشجره
فأين أريح اجنحتى ؟ وأين أنام يا جاره ؟
وحين رجعت يا ويحى ولم أعثر على بيتى
رأيت على الثرى شبحا تمدد فى دجى الصمتِ
فكيف وكيف يا أختى ؟ وأنت أمامها دهرا
سمحت لساعد الحطاب أن يغتالها قهرا
ويذبح كائنا حيا أوى الأحياء يا جاره
لقد كانت لأبنائى مع الأحلام أرجوحه
وكل وعودها كانت لهم بالأمس ممنوحه
وكانت بالثياب الخضر تحميهم من العينِ
وتعقد ندوة فى الليل بين الغصن والغصنِ
فيستمعون للأسرار منسجمين ياجاره
وكانوا يرمقون الأفق فى نظرات مبهوره
وينتظرون مسراهم باجنحة من النورِ
فأين الآن أبنائى وأين العش يا جاره
*************************************************
ناجي سرحان وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية: الحرب على قطاع #غزة دمرت أكثر من 9800 وحدة سكنية بشكل كامل وقرابة 8 آلاف وحدة سكنية بشكل جزئي لتصبح غير قابلة للسكن".