مـنــــــتــــدى أتــــريــــب

مرحبا بالزائرين ,والعابرين ,والأصدقاء, والأعضاء , بالطيبين والطيبات.. وبكل من يثرى , أو تثرى المنتدى بالحوار ,والمناقشة, والمساهمات المفيدة .. فليس للبخلاء بالمعرفة مكان هنا ..ساهم / ساهمى بكلمة طيبة , أو مقال , أو لوحة , أو قصيدة , أو فكرة , أو رأى , أو خبرة تدفع حياتنا للأمام ...
الناس أهلك لاتخادع إخوة** واخدم تفز قد فاز كل خدومِ*.. حسين أحمد إسماعيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـنــــــتــــدى أتــــريــــب

مرحبا بالزائرين ,والعابرين ,والأصدقاء, والأعضاء , بالطيبين والطيبات.. وبكل من يثرى , أو تثرى المنتدى بالحوار ,والمناقشة, والمساهمات المفيدة .. فليس للبخلاء بالمعرفة مكان هنا ..ساهم / ساهمى بكلمة طيبة , أو مقال , أو لوحة , أو قصيدة , أو فكرة , أو رأى , أو خبرة تدفع حياتنا للأمام ...
الناس أهلك لاتخادع إخوة** واخدم تفز قد فاز كل خدومِ*.. حسين أحمد إسماعيل

مـنــــــتــــدى أتــــريــــب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مـنــــــتــــدى أتــــريــــب

مـنــتدى يسعـى لجـعـل التـعـليـم متـعة, ويـهتـم بالثـقـافة ,والفـن, والتـاريـخ ,والمـستقـبل بمـدرسة أنـس بـن مـالـك الإعـدادية بأتـريـب - إدارة بنـها التعـليـمـية - القـليـوبـية

الناس أهلك لاتخادع إخوة ** واخدم تفز قد فاز كل خدوم
لاتستهن برأيك , فالفكرة الصغيرة قد تكون مؤثرة جدا فى الواقع , والفكرة الطيبة مثل البذرة * الصالحة , تحمل بداخلها معجزة , وهى شجرة مثمرة مفيدة
شاركنا برأيك , وساعدنا لتطوير العملية التعليمية, فالتعليم هو المستقبل ,والمدرسة هى قلب وعقل وروح المجتمع *

    حدث فعلا فى مدارسنا الحكومية

    hussein
    hussein
    Admin


    عدد المساهمات : 463
    تاريخ التسجيل : 12/11/2010
    الموقع : منتدى أتريب

    حدث فعلا فى مدارسنا الحكومية Empty حدث فعلا فى مدارسنا الحكومية

    مُساهمة من طرف hussein الجمعة نوفمبر 29, 2013 10:30 am

    مدارسنا الحكومية
    (1) حدث صغير مهم


    تلميذ فى الصف الخامس، ضعيف الجسم، ملابسه فقيرة. كان يقف أمام حجرة توزيع الغذاء (البسكويت) .. وكنت أجلس إلى مكتبى القريب , وسمعت من يقول له : البسكويت خِلص، ولكن الطفل ظل يتمشى أمام الحجرة ، فقمت لأرى مشكلته لأنى شعرت أنه جائع ، ويكاد أن يقع من الجوع. وحين اقتربت كان أحد المسئولين يصرخ فيه , ويشير له بيده إشارة عنيفة بالانصراف: امشى يَله، البسكويت خلص وأنا أعرف أنهم يأكلون البسكويت , ولا حق لهم فى أكله، بل إنهم يوزعونه على بعضهم البعض , ويأخذونه إلى بيوتهم ، نعم والله ، وكان هذا الأمر يصيبني بألم كبير ، 
    وضعت يدي على رأس الطفل ، وأخذته إلى مسئولة توزيع البسكويت فى الحلقة الإعدادية فى حجرتنا , وطلبت منها أن تعطيه باكو بسكويت فأخذه وانصرف ، ونسيت الأمر.
    فى اليوم التالي، وجدت التلميذ ينتظرني , وحين حضرت بالموتوسيكل، وجدته يفتح لي البوابة الحديدية , ويقول : أتفضل يا أستاذ .. فشكرته ، وظل كذلك طوال عامين .. لقد أدهشنى رد فعل هذا الطفل الصغير ، وهو يشكرنى بطريقته الخاصة .. لقد أعطانى درساً كبيراً فى الحياة.
    أما حكاية أكل بسكويت الأطفال فهذه مأساة إنسانية , وتكسر القلب، وتحتاج كتاباً من ألف صفحة لعرضها,,


    ********************************************************
     حدث فعلا فى مدارسنا الحكومية 14194_10
     
     ( 2 ) المتوحشة
    غادة فتاة فى الصف الثالث الإعدادى , متشردة , ولا تعرف السلوك المهذب , وكل يوم فى مشاكل مع المدرسات خصوصا , حتى أنها أمسكت مُدرسة من كتفيها , وضربتها فى الحائط عدة مرات , وخربشتها , وحين صدر قرار بفصلها ثلاثة أيام حضرت إلى المدرسة , ولم يستطع أحد إخراجها من الفصل أو المدرسة ( شغل عافيه ) فالمدرسون لا يستطيعون لمسها , والمدرسات يخشين منها , ومن تصرفاتها , والأخصائيون بلا حيلة معها ,
    كان ذلك عام 2001 تقريبا , وبعد خناقة كبيرة نزلت غادة ثائرة إلى الدور الأرضى , ومنه إلى الحوش , وتوقفت قائلة :" اللى ها يكلمنى ها اضربه بالجزمه " فقلت للزملاء والزميلات الذين كانوا يسعون خلفها : اتركوها فى حالها , ولا يتكلم أحد معها , فقد فقدت السيطرة على نفسها تماما , ويجب دراسة حالتها النفسية ,,
    أخذت الأخصائى الاجتماعى خلفى على الموتوسيكل , وذهبنا نبحث عن ولى أمر لهذه الفتاة الهائجة , وتعجبنا كثيرا حين عرفنا أنه مدير مدرسة المسار الخاص الإعدادية , وهى مدرسة تضم المتخلفين دراسيا , والذين استنفدوا مرات الرسوب فى المدارس العامة .. جلسنا معه قليلا , وكان مكتبه مشغولا بكلام ولغط , فطلبنا منه أن نخرج لنتكلم قليلا .. 
    حكينا له ما يحدث من غادة , وما حدث منها أخيرا , فاكتشفنا أنه رجل طيب جدا , عندما قال :" لا مينفعشى تعمل كده , أنا ها اجيلكوا بكره زى ما انتوا عاوزين , بكره إن شاء الله " فتركناه , ورجعنا إلى المدرسة , نبحث عن أم غادة , وأرسلنا إليها رسالة مع قريبة لها , ولم يحضر الأب كما توقعنا , وبعد أيام حضرت أم غادة , وهى سيدة طيبة أيضا ....
    كنا فى مكتب المدير الذى أرسل فى طلب غادة , فنزلت ثائرة هائجة تنظر شذرا إلى الجميع فى غضب جامح , وترفض كل ما يقال ضدها , وتتكلم بيديها أيضا , وعندما كادت أن تغلق طريق التواصل معها , قلت فجأة :" بُصى ياغادة , أنا هقول لك الكلام ده قدام امك , وانتى حُره , وافهمى كلامى كويس ,وخليه حلقه فى ودنك , كل سنه بييجى أولياء الأمور يسألوا عن البنات الكويسه فى المدرسة علشان يجوزوهم لأولادهم , والله العظيم يا غادة , لو محترمتيش نفسك وبطلتى شغل الهبل ده , هنطفش العِرسان عنك "
    أول رد فعل لغادة على كلامى أن وجهها الذى لا يعرف الخجل , أصبح فى لون الدماء , ونكست وجهها فى الأرض , ولم تنطق بحرف طوال الجلسة , والتقط المدير الخيط قائلا :" أنا لسه مجوز اربع بنات السنه اللى فاتت " ,,,, انفرجت الجلسة , وكانت غادة تهز رأسها بالموافقة على كل كلامنا , ولم تفعل غادة مشكلة واحدة حتى آخر العام .. وكان طلبة الإعدادى يحضرون حتى آخر العام فى ذلك الزمن , والآن يحضرون يوما أو يومين لاستلام الكتب فقط !!!
     ( 3) مؤامرة
    عندما انتقلت إلى مدرسة بجوار قريتى , رأيت الأستاذ سامى , وكان يتعارك مع الناظر وأتباعه , وكان فى حالة هياج صارخا بكل جسمه : " أنا هندفن فى المدرسة دى ومش هتنقل " .. الأستاذ سامى كان مدرسا هادئا جدا كما علمت , وله لحية خفيفة , ويعطى مع بعض المدرسين دورسا خاصة فى كل المواد , وكان يحارب الغش , ربما من أجل أنه حرام , أو لأسبابه الخاصة , والقرية التى كنا نعمل فيها كانت فقيرة مقارنة بالقرى المجاورة لها , وكان الفقر واضحا فى ملابس التلاميذ ووجوههم , ولغتهم ..
    عندما انتقلت إلى هذه المدرسة ظللت شهرا حتى تكيفت مع وضع التلاميذ غير الجيد صحيا وعلميا وسلوكيا , حين فهمت ظروفهم الصعبة , ومن أسوأ ما قابلنى أننى كنت أجد نصف الفصل فى حالة نوم , وعدم انتباه , وكان يرجع الأمر إلى سوء التغذية , ولم تكن الأخصائية ترحم فقرهم , ولا كان الناظر يرحم فقرهم , مثلا كنت تجد الطفل يرتدى ملابس شبه ممزقة , والبنطلون بلا حزام , ولكنه مربوط بحبل رفيع , وفى قدميه شبشب , فى برد الشتاء , وكان يكسر قلبى أن تتجول الأخصائية بين الصفوف فى تابور الصباح وتخرج هؤلاء الأطفال , ويطردهم الناظر لأنهم بلا أحذية , دون أن يحاولوا حل مشاكلهم .. كانوا يذبحون مشاعرهم أمام زملائهم وزميلاتهم , وحين تحاول إفهامهم لا يفهمون ..
    كان الشر يتطاير من عينى الناظر وهو يجلد الذين لم يدفعوا المصاريف فى تابور الصباح أمام المدرسة كلها , كل يوم فى برد الشتاء كان يضربهم ضربا مبرحا على أيديهم وأجسامهم حتى يحمرُّ وجهه من شدة الانفعال , لأنهم تأخروا فى دفع المصاريف , ويرجع السبب أن الإدارة كانت تضع حدا نهائيا لدفع المصاريف فى أول شهر سبتمبر , وكان الناظر يكمل المصاريف من جيبه حتى يظهر ناجحا أمام الإدارة , ثم يجمعها بكل قسوة وعنف .. وكنت أشرح لهم وللزملاء أن هذا لا يجوز أبدا , وأن هذه جريمة تربوية , لأنهم يذبحون مشاعر هؤلاء الأطفال لأنهم فقراء , وهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا ..
    كان الناظر يهوى تغشيش التلاميذ , ويحارب من أجل ذلك حربا لا هوادة فيها , ومعه فريق متخصص فى التغشيش , وقال لى مرة : " العيال كلها هاتسقط فى الإنجليزى , وأنا هقول للأستاذ سيد , الناس هاتضربك بالمطاوى عشان عيالها " 
    نعود للأستاذ سامى الذى كان يحارب الغش , وفى امتحان الدور الثانى , كان يقف فى وسط الحوش , يراقب اللجان , حتى يشكو من يغشش , وكانت العصابة الأخرى تترصد له , وبعد نصف ساعة من بدء الامتحان دخل الأستاذ سامى الحمّام , فأسرع الأستاذ عبدالله المحترف فى الدروس الخصوصية , وأغلق باب الحمام من الخارج بالقفل , وحين انتبه الأستاذ سامى ظل يصرخ داخل الحمام ويضرب الباب من الداخل بيديه , ويسب ويشتم , دون أن يعبأ أحد به بل ضحكوا كثيرا .. لقد دارت عجلة التغشيش , ولن يخرج الأستاذ سامى حتى ينتهى التغشيش , وسوف يعود الجميع إلى بيوتهم سعداء ضاحكين مما فعلوه مع الأستاذ سامى , إلا عدد قليل لا حيلة لهم مع ثقافة الغش السائدة ..
    مضى عقدان ونيف على هذه الأحداث , ولكنها استيقظت كما هى بكل وحشيتها , وكأنها حدثت بالأمس
     (4) توافق
    مدرس درجة عاشرة، وغير ملتزم بأية قيمة تربوية ، وهو نهم للدروس الخصوصية، والمدرسة لا تعنى له غير تخطيط وتربيط من أجل الدروس الخصوصية , ووكيلة مثله وأكثر جهلاً وفساداً ، ولا تفعل إلا الأكل وشرب الشاى والنوم , ومن يقترب منها تنهشه بالكلام والصراخ ,, 
    جاء المدرس بجوارها فى زحام الحجرة ، وتكلما , ففهمت أنه ذاهب لإعطاء ابنها درساً خصوصياً ، وبعد قليل كان مشرف اليوم يبحث عنه لأن عنده حصة وهو غير موجود فى المدرسة، فانبرت كتلة الفساد تدافع عنه: دا عيان وتعبان قوى ، وراح يا خد العلاج .. دخّلوا حد مكانه , هو العيّان ميلاقيش حد يقف جنبه ..


     (5) فخر
    قال مُنهيا الجدال بانفعال كبير : " عليّه الطلاق ما نا واخد اتناشر حصه " ومضى , ولأن المستشرقين كانوا على حق تماما , عندما أرجعوا تخلف العالم الثالث إلى سبب واحد فقط , وهو التخلف الإدارى , فلم يأخذ المدرس القديم إلا ما أراد , ذلك الذى لم تكن تنطبق عليه صفة واحدة , أو نصف صفة, أو ربع صفة من صفات المدرس , ناهيك عن صفات المعلم 
    " سبع حصص خدتهم وخلتهم فى الآخر , وبرمى العيال فى الحوش وخلاص " هكذا قال مفتخرا أمام زميل له , بأنه فعل ما يريد , ويفتخر بأنه لا يعمل , وقد حارب حتى يعمل مشرفا على مدرسته .. يا للهول إنهم يعشقون المناصب , وطوال عمرى أرى أن منصب المعلم من أهم وأخطر المناصب فى مصر , وقد رأيته مرة مع زميل له يسرقان مكتباً , بعد انتهاء اليوم الدراسى , ويعيدان دهانه ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 6:47 am