لاشك أن رسالة
النبي كانت رحمة للعالمين، وذلك أنها استهدفت خروج الناس من الظلمات إلى النور رحمة بهم حتى ينجوا من عذاب الله يوم القيامة، ويتجلى الهدف من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى}وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ{([1])
إن رحمة النبي صلى الله عليه
وسلم رحمة شاملة وعامة وعالمية،
وليست عنصرية تقوم على الأعراق أو الألوان أو المذاهب .. بل رحمة لكل البشر، رحمة عامة ومجردة للعالمين
جميعاً، ليست رحمة للعرب دون العجم أو للمسلمين دون غيرهم، أو للشرق دون الغرب .. بل هي رحمة للعالمين..
والغرض من هذه السلسلة هو عرض رحمته
صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين من خلال ما
ورد في صحيح البخاري ، وذلك أن صور الرحمة متعددة في الأحاديث والمواقف المختلفة
، وهى صور تكشف عن طبيعة النبي التى هى الرحمة ، وذلك أنه لا يتصف بالرحمة
صلى
الله عليه وسلم
بل هو ذاته رحمة للعالمين. وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس .. إنما أنا رحمة مهداه"([2]).
يقول فضيلة الدكتور أحمد
عمر هاشم "إننا لو نظرنا مثلا إلي الرحمة في عهد الرسول صلي الله
عليه وسلم، نري أنه صلي الله عليه وسلم لم يكن يسمح بأن يضرب الكبير الصغير، أو
يقسو المالك علي المستأجر، أو السيد علي غلامه وعبده، فيري
مثلا موقفا لأبي مسعود البدري([3])
، يضرب غلاما له، فيقول له.. اعلم أبا مسعود ثلاثا: إن الله أقدر عليك منك علي هذا
الغلام
، يقول أبو مسعود.. فلما رأيت الرسول صلي الله عليه وسلم، قلت : يا رسول الله
أما
إنه حر لوجه الله، قال النبي صلي الله عليه وسلم:"
أَمَا
لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ([4])".
فالرسول صلي الله عليه وسلم يريد أن يرسي مبدأ الرحمة في قلوب
الكبار
والأقوياء حتي ينظروا إلي الطبقات التي هي أقل منهم نظرة شفقة ورحمة ، والرحمة ليست فقط في أن
يكون الإنسان رفيقا بمن هم دونه ، وإنما هي تتجلي أيضا في تعامل الناس مع بعضهم
البعض"([5]).
(1) سورة الأنبياء آية
107
(2) حديث صحيح .رواه
الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة، والبيهقي، باب إنما أنا رحمة مهداة، برقم (61) ، ورواه ابن أبي شيبة عن ابي صالح 7 / 441، وصححه
الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم(490)
(3)ومعني البدري أنه شاهد غزوة بدر
(4) مسلم بن الحجاج النيسابوري، ( صحيح مسلم
بشرح النووي) الجزء الخامس الطبعة الثانية لدار الكتب العلمية: 1998، كتاب الأَيمان،
باب صُحْبَةِ الْمَمَالِيكِ وَكَفَّارَةِ مَنْ لَطَمَ عَبْدَهُ
(5) ألفت
الخشاب ،من الهدي النبوي ، جريدة الأخبار (29/3/2007) ،مصر .
النبي كانت رحمة للعالمين، وذلك أنها استهدفت خروج الناس من الظلمات إلى النور رحمة بهم حتى ينجوا من عذاب الله يوم القيامة، ويتجلى الهدف من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى}وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ{([1])
إن رحمة النبي صلى الله عليه
وسلم رحمة شاملة وعامة وعالمية،
وليست عنصرية تقوم على الأعراق أو الألوان أو المذاهب .. بل رحمة لكل البشر، رحمة عامة ومجردة للعالمين
جميعاً، ليست رحمة للعرب دون العجم أو للمسلمين دون غيرهم، أو للشرق دون الغرب .. بل هي رحمة للعالمين..
والغرض من هذه السلسلة هو عرض رحمته
صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين من خلال ما
ورد في صحيح البخاري ، وذلك أن صور الرحمة متعددة في الأحاديث والمواقف المختلفة
، وهى صور تكشف عن طبيعة النبي التى هى الرحمة ، وذلك أنه لا يتصف بالرحمة
صلى
الله عليه وسلم
بل هو ذاته رحمة للعالمين. وكما يقول النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس .. إنما أنا رحمة مهداه"([2]).
يقول فضيلة الدكتور أحمد
عمر هاشم "إننا لو نظرنا مثلا إلي الرحمة في عهد الرسول صلي الله
عليه وسلم، نري أنه صلي الله عليه وسلم لم يكن يسمح بأن يضرب الكبير الصغير، أو
يقسو المالك علي المستأجر، أو السيد علي غلامه وعبده، فيري
مثلا موقفا لأبي مسعود البدري([3])
، يضرب غلاما له، فيقول له.. اعلم أبا مسعود ثلاثا: إن الله أقدر عليك منك علي هذا
الغلام
، يقول أبو مسعود.. فلما رأيت الرسول صلي الله عليه وسلم، قلت : يا رسول الله
أما
إنه حر لوجه الله، قال النبي صلي الله عليه وسلم:"
أَمَا
لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ([4])".
فالرسول صلي الله عليه وسلم يريد أن يرسي مبدأ الرحمة في قلوب
الكبار
والأقوياء حتي ينظروا إلي الطبقات التي هي أقل منهم نظرة شفقة ورحمة ، والرحمة ليست فقط في أن
يكون الإنسان رفيقا بمن هم دونه ، وإنما هي تتجلي أيضا في تعامل الناس مع بعضهم
البعض"([5]).
(1) سورة الأنبياء آية
107
(2) حديث صحيح .رواه
الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة، والبيهقي، باب إنما أنا رحمة مهداة، برقم (61) ، ورواه ابن أبي شيبة عن ابي صالح 7 / 441، وصححه
الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم(490)
(3)ومعني البدري أنه شاهد غزوة بدر
(4) مسلم بن الحجاج النيسابوري، ( صحيح مسلم
بشرح النووي) الجزء الخامس الطبعة الثانية لدار الكتب العلمية: 1998، كتاب الأَيمان،
باب صُحْبَةِ الْمَمَالِيكِ وَكَفَّارَةِ مَنْ لَطَمَ عَبْدَهُ
(5) ألفت
الخشاب ،من الهدي النبوي ، جريدة الأخبار (29/3/2007) ،مصر .