تحقيقات
الكتب الخارجية .. لماذا ؟
أجرى التحقيق الأستاذ / أيمن ماهر ,
والأستاذة هويدة فوزى , مشرفا الصحافة بالمدرسة
تصرف وزارة التربية والتعليم مليارات الجنيهات سنويا على طباعة الكتب الدراسية , ثم لا يستفيد منها التلاميذ والطلاب جيدا , ويصرف أولياء الأمور على الكتب الخارجية حوالى مليارى جنيه سنويا . ويتفنن تجار الكتب الخارجية فى الدعاية لها , ويمر على المدارس سنويا فى بداية العام الدراسى , مندوبون عن دور النشر , لتوزيع تلك الكتب الخطيرة على المدرسين مجانا , كما تمر شركات الأدوية على الأطباء وتعطيهم عينات مجانية لتوزيعها على المرضى والدعاية لها وكتابتها فى روشتات العلاج .. إنها تجارة وبئس التجارة . تصرف مصر المليارات , فهل مصر دولة غنية لتهدر المليارات على الـــدروس
الخصوصية , والكتب الخارجية , تلك الكتب غير التربوية , بل ربما تخرب العقول , وتفسد بنية المادة العلمية , وتفسد مفهوم العملية التعليمية .
ترسخت تجارة الكتب الخارجية , وأصبحت تباع فى أسواق بيع الكتب مثل سور الأزبكية , وعلى أرصفة المدن وأسواقها , ويبحث أولياء الأمور غير القادرين عن كتب العام السابق بنصف الثمن , فهم بين رحى الدروس الخصوصية والكتب الخارجية , ولم يعد أحد يؤمن بدور المدرسة , فهى مكان للحصول على الشهادة , وربما لجمع الأولاد من الشوارع , والتعليم غير منتظم فى كثير من مدارس مصر ..
كما يتفنن بعض مدرسى الدروس الخصوصية فى تلفيق المذكرات والملازم , ويجمعونها من الكتب الخارجية , ويبيعونها للتلاميذ بأسعار مرتفعة للمذاكرة , وأخرى لأسئلة الامتحانات .. وكل ذلك الدروس الخصوصية والكتب والملازم جعلت المدارس خاوية على عروشها , وخصوصا الصف الثالث الإعدادى والثانوية العامة ..
والدكتور شكرى عياد – رحمه الله – فى كتابه المهم : مدارس بلا تعليم وتعليم بلا مدارس والذى عرضناه فى العدد السابع من مجلة أزهار أنس , يقول عن الكتب الخارجية : ,ولأهمية القضية أجرينا هذا التحقيق مع السادة الزملاء معلمى ومعلمات المدرسة , ومع الطالبات , ونحن نفتح القضية للحوار , وطرحنا السؤال التالى : إلى أية درجة تعتمد على الكتب الخارجية , ولماذا ؟
وسوف نرى فيما يلى ما يشبه الإجماع على دور الكتب الخارجية فى العملية التعليمية مما يستحق وقفة جادة لكل من يهمه الأمر ..
· قالت الأستاذة : ولاء محمد زين العابدين
لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية الكتاب المدرسى باعتباره أداة مهمة جدا فى ترسانة التعليم , وبالرغم من هذه الأهمية القصوى إلا أنه يعانى من قصور بسبب غياب الإستراتجية , والأهداف العامة للتعليم , فلابد أن يعكس الكتاب المدرسى فلسفة العصر وربطه بكل مدخلات العملية التعليمية , لذلك تفوق الكتاب الخارجى لأنه يساعد الطالب على فك شفرة الامتحان , ويرجع سبب الإقبال على الكتاب الخارجى كمرجع يتجاوز الكتاب المدرسى أنه يقدم شرحا أكبر للمعلومات , وبالرغم من أنه قد يكون المؤلف واحدا , ولكن يرجع ذلك للقيود التى توضع للمؤلف فى كتب الوزارة حيث يشرح باستفاضة , ويقدم نماذج مختلفة لطرق الامتحان , لذلك هو مصدر محبب لأولياء الأمور .
ويرى د. عمر الصوفى , أستاذ أصول التربية جامعة الفيوم أن الكتاب الخارجى لا يتلافى أخطاء الكتاب المدرسى حيث أن جميع الأخطاء الموجودة فى الكتاب المدرسى يتم نقلها للكتاب الخارجى , وإذا كان الأمر هكذا , فكيف نطالب التلاميذ بتنويع مصادر المعرفة , وهى بها الأخطاء ذاتها .
ويرى د : شبل بدران عميد كلية التربية جامعة الإسكندرية أنه من العبث أن نقيد التلميذ نحو منهج واحد , واعتماد المنهج الحالى على الحفظ والتلقين والتذكر , وأصبح الامتحان يقيس درجة الحفظ والتذكر , ولا يهتم بقدرات ومهارات التلاميذ .
لذلك يرى د : بدران ضرورة تصدى الوزارة للدروس الخصوصية بدلا من صراعها مع الكتاب الخارجى فحوالى 25% من مدرسى الدروس الخصوصية يطبعون الكتب الفاخرة التى يتهافت عليها التلاميذ , وينصرفون عن الكتاب المدرسى والخارجى أيضا , فعلى الوزارة أن تقبل منافسة الكتاب الخارجى فى آليات السوق , وترى ما الذى يتناسب مع الطلاب وتستغل إمكانياتها فى توظيف الكيانات والمهارات الموجودة بالوزارة لتطوير الكتاب المدرسى ,
ويرى د : عصام كمال الأستاذ بالمركز القومى للبحوث التربوية ضرورة التطوير فى التعليم كمنظومة وليس فى الكتاب وحده فهو فرع ضمن ما يشكل عقول الأطفال.
فلابد إذن ألا نغفل عن المشكلة الحقيقية فى التعليم , ونتعامل مع قشور من الممكن تفاديها وحلها , لذلك يجب أن نربط المناهج بالواقع فالتطوير لن يتم إلا بتغيير المنهج المتبع , وتدريب المعلمين على قيمة هذا الكتاب , ويتم تقديمه للمعلم دون أن نتقيد بطرية معينة للتدريس .
· ونتابع رأى الطالبات والمعلمين فى هذه القضية : فقد قالت الطالبات : داليا على , آية أمين رجب , أمانى عبد المنعم , ريهام مصطفى ,أمانى مصطفى , من فصل 3/1 : نحن نعتمد على الكتب الخارجية إلى درجة قصوى , لأن شرحها واضح ومفسر , وتحتوى على العديد من الأسئلة التى تضمن للتلميذ أن يدخل الامتحان مطمئنا , وإن كانت الكتب المدرسية أفضل فى مادة العلوم بالنسبة للمرحلة الإعدادية فى الصف الثالث الإعدادى .
· وقالت الأستاذة نها أحمد عوض مدرسة التربية الفنية : أعتمد عليها إلى أقصى حد لأنها متنوعة الأسئلة , وتتناول كل أجزاء المنهج بشكل تفصيلى , وتتناول كل جزء بعدد كبير من الأسئلة المتنوعة لا يخرج عنها الامتحان .
· وكذلك تابعت الأستاذة : لميس شاهر , معلمة الحاسب الآلى بالمدرسة : أعتمد عليها إلى أقصى حد لأن الكتب المدرسية لا تكفى وخصوصا فى التدريبات والامتحانات والأسئلة والمراجعات .
· وقالت الأستاذة نادية عبد اللطيف معلمة الدراسات الاجتماعية : الكتب الخارجية سلاح ذو حدين حيث إنه مكلف ماديا لولى الأمر , وأسعاره أصبحت غالية , ويفيد أحيانا فى حل الامتحانات السابقة الكثيرة الخاصة بجميع محافظات مصر , ولكنى أرجح دائما التمسك بكتاب الوزارة المدرسى أثناء المذاكرة, وحفظ المعلومات الخاصة بالمنهج طول أيام الدراسة فيما عدا الاستعداد للامتحان , فالكتاب الخارجى يفيد الطالب فى حل كثير من الأسئلة المتنوعة . وبالنسبة لمادة الدراسات فكتاب المدرسة جميل جدا بالنسبة للمعلومات الغزيرة والخرائط الملونة الواضحة الجميلة لذلك دائما أطالب من الطالبات التمسك بالكتاب المدرسى طول أيام المذاكرة .
· وقالت الأستاذة حمّادة أحمدى , معلمة اللغة العربية : بالنسبة لمادة اللغة العربية كتاب الوزارة غير واف ولا شاف لكى تستفيد منه الطالبة بشكل كامل يجعلها ملمة بعناصر الدرس ككل سواء مفردات لغوية صعبة , أو مواطن الجمال , أو التدريبات النحوية , فالكتاب المدرسى يفتقد تناولها بشكل كاف بحيث يجعل الطالبة تعتمد عيه ولا تلجأ إلى الكتب الخارجية لذلك تلجأ إليها لتعوض النقص الواضح والملموس فى كتاب الوزارة .
· وقالت الأستاذة : منال الشحات , معلمة اللغة العربية : الكتاب المدرسى قاصر فى تقديم المعلومات الكافية للطالب , والتدريبات غير كافية , ولا تشتمل على كل أنواع الأسئلة الواجب أن يتدرب عليها , بجانب دمج القواعد النحوية مع كتاب القراءة والنصوص فقد جعلت التدريبات قليلة وغير وافية , أما الكتاب الخارجى فيوفر للطالب التدريبات اللازمة التى تشمل كل أنواع الأسئلة التى تشمل جميع جوانب الدرس .
· وقالت الأستاذة : صباح سليمان , معلمة اللغة العربية : الكتاب المدرسى به معلومات غير كافية , والمفردات اللغوية ضئيلة جدا بالنسبة لحجم الكتاب , وكذلك الشرح ومظاهر الجمال وذلك يجعل الطلبة يلجئون إلى الكتب الخارجية لتعويض النقص الموجود فى الكتب المدرسية ويعتمد الطلبة على الكتب الخارجية بنسبة 90% لأنها تشتمل على معلومات كثيرة ومفردات وفيرة , وتدريبات شاملة ومتنوعة .
· وقالت الأستاذة عبير ماهر , معلمة اللغة العربية : أفضل الكتاب الخارجى فمعلوماته أوسع وأوفى وتشتمل جميع فروع اللغة العربية بشكل منظم , وذلك على خلاف الكتاب المدرسى , فهو يطرح المعلومات بشكل مختصر جدا لا يفى بما يحتاجه الطالب من معلومات تفيده فى أنواع الأسئلة المختلفة .
· وقالت الأستاذة : حنان جابر , معلمة اللغة العربية : أعتمد على الكتاب الخارجى بشكل أساسى وكبير , وذلك لأن الكتاب المدرسى مختصر وتدريبات الدروس غير شاملة , ولا تدرب الطالب على كل أنواع الأسئلة .
· وقالت الأستاذة سيدة محسوب , معلمة دراسات : أعتمد عليها بدرجة كبيرة فى الشرح والتحضير وفى المراجعة لأن الشرح أكثر توضيحا وبه أسئلة تشمل جميع جوانب الدرس .
**********************************************************************************
· نحتاج جميعا إلى ثورة هائلة وشاملة على سلبياتنا , ثورة من أجل المساواة , وتطبيق القانون على الجميع فى كل مؤسسات مصر المحروسة , نحتاج أن نغير من أنفسنا للأفضل دائما , وأن ننبه بعضنا البعض إلى ما يجب أن يكون , إلى الحق والعدل , فالمؤمن مرآة أخيه .
· اللص الخطير يسرق مالا , واللص الأخطر يسرق وقت العمل , ويسرق منا المستقبل بالإهمال فى عمله .
· التعليم عن طريق التلقين كارثة , ومن يفعل ذلك يصنع كوارث .