كتاب يا وزارة لله !!!
حسين أحمد إسماعيل
من المعوقات التى تعوق العمل فى المدارس , وتشتت الجهد , ولا يهتم أحدا بها , عدم وجود كتاب خاص بكل معلم من الكتب التى يقوم بتدريسها ..حسين أحمد إسماعيل
من سنوات قررت الوزارة وضع عدة نسخ من كل مادة فى مكتبة المدرسة , ليتناوب عليها المعلمون من أجل تحضير الدروس . . أى أن معلم المادة لا يمتلك نسخة خاصة به من الكتاب المقرر يرجع إليها من أجل تحضير الدروس والاطلاع , وطول عمرنا كمعلمين كان كل معلم يحصل على نسخة من كتب مادته , ويوقع علي استلامها , وتكون مرجعا له , وإلا فكيف يعمل , ويقرأ مادته كلمة كلمة , وسؤالا سؤالا ؟ وتظل هذه الكتب مع المعلم سنوات حتى يتغير المنهج , وحين يتغير المنهج الدراسى تكون الحاجة ملحة إلى وجود الكتاب بين يدى المعلم بشكل دائم , والمعلم الحقيقى يذاكر مادته ويدرسها , فكيف نحرمه من ذلك ؟
نتيجة هذا الأمر غير المفهوم يلجأ المعلمون إلى الكتب الخارجية , ولا يوجد معلم لا يلجأ إليها لأنه مضطر إلى ذلك اضطرارا , وهذا أمر خطير جدا لأن الكتب الخارجية غير تربوية – رغم شهرتها – وهى لا تقل خطرا عن الدروس الخصوصية . هل تشجع الوزارة الكتب الخارجية ؟ ولماذا لا يوفرون لكل معلم كتب مادته ؟
لم أجد أحدا من المعلمين يشكو من هذا الأمر , لأنهم حلوا هذه المشكلة عن طريق الكتب الخارجية , وهم يظنون أنها أفضل من كتب الوزارة .. وهكذا تعمل الوزارة ضد نفسها , ولصالح الكتب الخارجية التى تستهلك المليارات من ميزانية الأسرة المصرية الفقيرة , وهذه الكتب تعمل على تخريب العملية التعليمية , وتخريب بناء المادة المنطقى فى عقول الطلاب , وتعمل على تفتيت المادة , وتشغل عقول الطلاب بما لا نفع فيه , وبما يزحم عقلهم , بينما الكتاب المدرسى معد تربويا , بما يخدم عقل الطالب , ويؤهل الطالب ليتفاعل مع المادة بشكل أشمل . مثلا فى اللغة العربية , يثقل الكتاب الخارجى عقل الطالب بمظاهر جمال غير مطلوبة أبدا , ويحدد له عناوين لكل عدة أبيات , فيظن الطالب أن هذه العناوين هى الصحيحة , بينما يجب أن يعمل الطالب عقله ليختار عنوانا مناسبا , وكثير من العناوين تكون صالحة للتعبير عن الأبيات ..
يظن كثير من المعلمين أن الكتب الخارجية أكثر تنظيما فى عرض المادة , ولكنها أكثر تخريبا للمادة العلمية , كما أنها تفرق بين الأغنياء والفقراء , فكثير من الطلاب لا يستطيعون شراء الكتب الخارجية , ويشعرون بالعجز والفقر ..
الدروس الخصوصية جريمة يتوافق معها المجتمع مجبرا , والكتب الخارجية أيضا جريمة يتوافق معها المجتمع مجبرا , زد على ذلك تلك المذكرات الفقيرة علميا والمسروقة من كتب الوزارة والكتب الخارجية , والتى ينصب بها بعض المدرسين على الطلاب , ويبيعونها بأسعار مرتفعة .. إنها تجارة شريرة وخبيثة .