الفرصة العظيمة الضائعة
حسين أحمد إسماعيل
لم تكن الثورة العظيمة هى الفرصة العظيمة المهدرة فقط , بل الروح الوثابة التواقة للحياة الإنسانية المثمرة التى بثتها الثورة فى معظم الشعب , والأمل والتفاؤل بالمستقبل .
كانت الروح المصرية الجديدة بعد الثورة فى الذروة , وكان الشعب قادرا على فعل أى شىء من أجل بناء مصر القوية العادلة , بعد أن كنس القذارة إلى المجارى .
وتجلت هذه الروح النادرة العظيمة التواقة والمشحونة بالأمل الأبيض العريض فى استفتاء 19 مارس 2011 على تعديل الدستور , حيث خرج ملايين المصريين – فى أبهج منظر فى تاريخ مصر – ووقفوا فى طوابير بامتداد كيلومترات , كانت حياة جديدة رائعة تلوح فى الأفق وتتشكل بيد وقلب وروح الشعب المظلوم من ألوف السنين .
وقف الشعب تحت المطر الغزير بمشاركة فعالة من البنات والنساء , واحتموا من المطر بالبلاستك للإدلاء بأصواتهم , فى صورة مشهورة معبرة من الإسكندرية , وتواصلت هذه الروح لعدة انتخابات , وبدأت تقل تدريجيا حتى وصلت إلى شبه مقاطعة فى الانتخابات الأخيرة رغم الأرقام العجيبة المعلنة . إن المشاركة الآن تدعو للرثاء والحسرة على الروح الوثابة التى تم تحطيمها ببطء مع كل قتيل يسقط وقاتله حر طليق , ومع كل ثائر يدخل السجن , ومع كل مصاب , ومع كل من فقد نور عينه أو عينيه , ومع كل هجوم شنيع على ثورة الشعب العظيمة , ومع رجوع الحزب الفاسد المنحل ليسيطر وينتقم , وينتقم من مصر ,,, إن الاحتلال الداخلى أشر وأشنع من الاحتلال الخارجى .