*** عزاءٌ واجبٌ فى المثقفين الأوباش ***
حسين أحمد إسماعيل
*****************************************
أولا : بئساً وتباً للإخوان , وبئساً وتباً للفلول ,
.................... وبـــعـــد : * أحتاج إلى من يعزينى فى معظم المثقفين والشعراء والأدباء المصريين خصوصا والعرب عموما , فحسرتى كبيرة , وخسارتى كبيرة فى كثير ممن كنت أحبهم طوال عمرى , وأعتبرهم أهلا للثقة والاحترام , فقد كانوا من أقرب الناس إلى عقلى , وروحى , وأفكارى , وأهدافى فى الحياة . وكم خففوا عنى بأدبهم وإبداعاتهم التى ملأت حياتى بالفن الجميل . فهم دعاة الحرية المضيئة ذات الأجنحة الألف , التى تملأ القلب بالآفاق المزهرة والفرح , وتشحنه بمعنى الحياة , وهم عشاق الفن , والحب , والعدل , والجمال ,,,,,,
* وها أنا أرى معظمهم الآن , وكبارهم لا يفعلون إلا الصمت أو المأمأة والتبرير الأحمق للحماقة , وأصبحوا أقزاما أمام أحذية السلطة , فقد باعوا الحرية والعدل والسلام , واشتروا - كالأطفال - أمْنا لم يتحقق , واشتروا رضا النظام عنهم , وأصابهم الخرس أمام الانتهاكات المتعمدة ضد ربة الحرية فى السجون والمعتقلات , بل إنهم يلفّون , ويدورون فى كتاباتهم وكلامهم , ويتعرون راقصين أمام السلطة - وأية سلطة - ويبررون قتل الناس بشكل يومى , ومطاردة الآراء الحرة , وتبرئة من ثار الشعب عليهم لأنهم أفسدوا مصر لعقود , وجعلوها عورة فى العالم ( عودوا إلى مقاعدكوا )
يفعلون ذلك وكأنهم يتبولون على تاريخهم , ويدّعون حكمة ومعرفة , كذبا وعدوانا , وارتضوا أن يكون كل كلامهم عن الحرية هراء . والدستور الأخير يعترف بثورة الشتاء العظيمة , وبثورة الصيف العظيمة , ورغم ذلك فالثوار يتم الانتقام منهم فى السجون , لأنهم يتغنون بنشيد الحرية المقدس , ويحلمون بمصر يسودها العدل والخير والإنسانية , بينما ينعم السفاحون بالإفلات من ميزان ربة العدالة , ومن سيفها , وينعمون أيضا بالقدرة على الانتقام من الثورة ومن الثوار ,,,,,,,
من أدوار المثقف :
***************
* معظم المثقفين الآن يباركون عدم وجود معارضة فى مصر , وشتائم الإخوان ليست معارضة أبدا لأن الحكومة تعتبرهم أعداء لها - وهم يؤكدون تلك العداوة - بل لا يجرؤ أحد أن ينتقد النظام انتقادا موضوعيا للتصويب , إلا باتفاق مسبق كما حدث أخيرا , فالمعارضة الحقيقية حماية للشعب وتوضيح للحقيقة , وتعويد للناس على قيمة وأهمية المعارضة التى تمنع استذئاب السلطة على من لا سند له , وعلى الفقراء الغلابة – وكلنا فقراء إلى الله .
والمعارضة تقييم وتقويم وحب أيضا , فهى ناتجة فى الأصل عن السعى للأفضل , وليست كفرا كما كان ينهق الإخوان , وليست خيانة كما ينهق الفلول , إنها الآلية التى وضعتها الديمقراطية لتقويم الأخطاء والتجاوزات والمظالم , ودور الشاعر فى الحياة الاجتماعية كما يلى :
الشاعر معارض دائما , ويجب أن يكون كذلك , حتى لو لم يوجد ما يستحق المعارضة .. إنه يعارض من أجل المعارضة . نعم - أتقول لماذا , وترفع حاجبيك استنكارا ؟!! - سأقول لك السبب : -
الشاعر الحقيقى يعارض من أجل ترسيخ مبدأ المعارضة الذى يحمى النظام من الفساد , ويحمى اشعوب من تأليه الحكام . الشاعر يعارض الواقع لأنه يسعى إلى الأفضل دائما وأبدا , حتى لو كان الواقع جميلا , فهو يسعى إلى واقع أجمل , ولو كان الواقع أجمل , فهو يسعى إلى واقع أشد جمالا , وإذا كان الواقع كذلك - وهذا مستحيل فى عالمنا الثالث الموبوء - فهو يسعى إلى أن يأتى بالفردوس إلى الأرض . ولم لا ؟!!!
فالشاعر فى نهم لا يرتوى إلى تحقيق المثال كاملا , ولا يرتضى بالأنصاف والأرباع .. لذلك فهو ممزق بين أحلامه وبين الواقع الذى فى الغالب لا يهتم بالشعر , والأحلام , ويغرق ذاته عامدا فى المادية , الواقع الذى يفخر بالإفراط فى المادية لا يأبه بأحلام الشعراء .. وهذا أحد أسباب غربة الشعر الأبدية .
كل الكلام بلا كلام :
****************
* الدستور الحالى يقول كلاما جميلا وإنشائيا - بلا معنى - عن الحقوق والحريات , بلا معنى لأنه " كلام ابن عم حديت " وأى كلام جميل ما هو إلا هراء جميل حتى يتحول فعلا جميلا ,, وحين يصبح الدستور حاكما على الجميع نكون فى الطريق الصحيح . كيف يحتمل المثقفون أنفسهم ؟ ألم يعرفوا لماذا دخل العقاد السجن ؟ وأن حرية الرأى حق لكل إنسان ؟ وأن ترسيخ قيم الحرية يتطلب معارضة قوية موضوعية , فلا يجب أن يكتب الثوار الحقيقيون من خارج مصر , أو يُمنعون داخل مصر , علاء الأسوانى صاحب أقوى منطق ثورة فى مصر , وباسم يوسف , رغم أن باسم يوسف بنى مجده أيام الإخوان , وكان يهاجمهم بلا رحمة ولا شفقة هجوما قاتلا , ولم يمنعه أحد ,,,,,,,,,,
إن الصمت على الفساد والظلم والقهر , وتأليه الحكام يعصف بالمجتمع كله , ويوصلنا إلى هزيمة 67 , وإلى الهبل والعبط , وأن نكون مسخرة بين الأمم , وهل نحن نستحق ذلك ؟ - نعم بوضعنا الحالى , نستحق أكثر من ذلك , فإذا كان العقل لا يحكم , فالجنون هو المسيطر , وإذا كان الكلام بديلا عن الفعل , فنحن نخوض فى رمال الكلام المتحركة , وفى الأمانى والوعود الملعونة الزائفة , ومن يكذب مرة واحدة فى وعد قاطع , سيكذب مليون مرة , ولا أمان له .
هل يعرف المثقفون ذلك ؟ نعم إنهم يعرفون , ولكنهم باعوا الحرية , واشتروا الوهم , وغنوا له . ومالوا عن الحق المشمس , وأغمضوا عيونهم وأرواحهم عن الظلم الفادح طالما لا يمسهم , ثم استغلوا مواهبهم السماوية فى تبرير الحماقة والجنون , من أجل مكاسب حالية أو متوقعة . لقد دخلوا الحظيرة سعداء فخورين , يرفعون راية التبرير الملوثة بالخبث , والجبن , والكذب الشنيع , والنسونة العقلية الممحونة ,,,,
* مادة 65 من الدستور :
********************
حرية الفكر والرأي مكفولة. ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول ، أو الكتابة ، أو التصوير ، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.
* ماذا فعلتم للشهداء , أيها المنفصمون ؟ :
*********************************
قرأت أن مجموعة من الشعراء أصدروا مجموعة شعرية عن سجينة الظلم , وعاشقة الحرية يارا سلام ورفيقاتها , وهذا جهد واجب ومشكور , ويارا تدفع ثمن موقفها مع الحرية المقدسة , ولكنها تعيش , وهذه التجربة ستجعلها أقوى هى ورفيقاتها , وسوف تتذكر سجنها يوما بفخر , أخرجها الله , وفك أسرها , وأسر كل الثوار المقهورين , الذين قهرهم الشعب بالتخلى عنهم ,,,,,,,
لكن , ماذا فعل هؤلاء عندما تم قتل شيماء الصباغ بكل وحشية , تحت شمس الله , فى قلب القاهرة , وهى تحمل الورد , وتتجه للميدان المقدس , أعظم ميادين العالم , الذى أصبح مُحرما على الثوار ؟
ماذا فعلتم أيها الشعراء لشيماء , وسندس , ومينا , ولكل الشهداء الذين قُتلوا غدرا ؟ كل الدماء التى سالت وغمرت خريطة مصر بالجنون واللامبالاة , ومنها دماء رابعة وكرداسة ,,,,,,,,. هل ستصدرون مجموعات شعرية ؟ أو بيانا أو عشرات البيانات , أو وقفات دؤوبة للدفاع عن الدماء المجانية ؟ هل ستتخذون موقفا يُحسب لكم ؟ هل ستدافعون عن الحرية التى يتم اغتصابها بكل وحشية طوال العقود الماضية , بل طوال القرون الماضية , حتى بعد ثورتين تم دفع ثمنهما مضاعفا ؟؟؟؟؟؟؟
وها هو مقطع من إحدى قصائدى :
الحريةُ فى السجن فتاةٌ رائعةٌ ,
فضَّ البوليسُ السرىُّ بكارتها ,
والبوليسُ العلنىُّ , وكلُّ رجالِ الشرطةِ , ..
..............يغتصبون براءَتها مع سبْق الإصرارِ وعمْدا
ها هى تبكى
بين الجدران محطمةً , جائعةً , مُجهدةً ,
تطلبُ لقمةَ خُبزٍ
من سجانٍ جاموسىّ القلبِ , غليظِ الروح , ..
يساومُها , تتراجعُ , لا يتراجعُ , ..
.............................. يطرحُها أرضاً , تبكى كمَدا
لكن الحريةَ لا تستسلمُ يوماً ,
هى فى الحق تقاسى فى كل زمانٍ ومكانٍ ,
.......لكن ليس تموتُ , ولا تستسلمُ - من خوفٍ - أبدا
وهى تفرُّ كثيراً جداً من سجانيها ,
..............................لا تُؤخذ إلا غدراً , إلا كيدا .
أين حق الشهداء , كل الشهداء ؟ هل بعتم حق الشهداء أيها المثقفون الإمّعات ؟ هل تعيشون سعداء مستأنسين تحت جناح السلطة الوارف ؟ هل نسيتم دماء الشهداء التى روت أرض مصر ؟ من سيذّكر السلطة أن ضياع حق الشهداء سيكون لعنة على مصر ؟ إن الدماء تكون لعنة دائما إن لم يتم القصاص لها , هل تظنون أن الله يرضى عن شعب باع دماء أغلى أبنائه , وصمت عن القصاص للشهداء ؟
أيها المثقفون المُدّعون , هل يوجد اتحاد كتاب , أو شعراء وأدباء كبار يطالبون بحق أجمل من أنجبت مصر , وهل نستحق نحن الأحياء تضحيات الشهداء ؟ وهل جرب المثقفون عذاب أهل الشهداء , والمصابين ؟ إن لم تفعلوا إن لم تصدروا مجموعة ومجموعات شعرية عن شيماء , وإن لم تطالبوا بالقصاص للشهداء , فأنا أتهمكم واحدا واحدا بأسوأ التهم فى حق الحرية المقدسة , وفى حق الشعر , وفى حق الحق , وفى حق الإنسانية , وأقول: بئساً لكم , وتبّاً وسُحقاً , وهذا أخف ما أقول ,,,,,,,,,,
هل هذه مصر التى كنا نحلم بها , مصر المدنية المشرقة التى تسير بخطوات واسعة فى طريق النور والعدل والحضارة , هل تكتبون ألغازكم أيها المتشاعرون فى كهوفكم الملعونة , بعيدا عن الدماء الساخنة السائلة مجانا , بعيدا عن الحياة المتألمة الصارخة المعذبة المقهورة ؟
*** شيماء الصباغ شهيدة الورد ***
شعر :حسين أحمد إسماعيل
* إلى شيماء الصباغ , وإلى كل الشهداء
شهيدا شهيدا , أنتم أجمل من أنجبت مصر
**********************************
شيماءُ يا ذهَباً نُضَاراً ..
نحنُ يا شيماءُ فى الزمنِ الصفيحِ ,..
هنا الدنىءُ يتيهُ فخراً , والرخيصُ يموءُ عِهراً ,..
........... والخبيثُ يبخُّ سُمّاً فى فضائياتِ أوباشٍ , تفاخرُ بالهُراءْ
وهنا عقولٌ تحتَ أحذيةٍ , هنا صدأُ القلوبِ ,..
هنا المنافقُ مستلذٌ بالنّفاقِ مُجاهراً بالرقصِ , ..
والغشاشُ , والنخَّاسُ , والممسوخُ , والمُنحطُّ , ..
والنبّاحُ , والنّهّاقُ , والميّالُ للإذلالِ , والسادىُّ , ..
والكذّاب , والهَزْلىُّ مُؤتلقاً هنا ,
..............................................وهنا المعرصُ والجبانْ
أوَتحملين الوردَ يا شيماءُ , إهداءً إلى الشهداءِ ؟ ..
من ذُبحوا جهاراً من كلابِ الشرِّ ,..
.................................................هائجةً على الميدانْ
والآن قالوا : لا دليلُ , ..
الله يشهدُ , وهْوَ حقٌ , حسْبُنا ,
والأمُّ , قلبُ الأمِّ يشهدُ ..
هذه الشاشاتُ تشهدُ , إن هذا النيلَ يشهدُ , ..
.......................................والدّمُ القانى يقول : أنا الدليلْ
***
أوَتحملينَ الوردَ يا شيماءُ والأشواقَ , والأحلامَ ..
............... فى ذكرى الشهيدِ , وتحتمينَ بثورةِ الوردِ القتيلْ ؟
إبليسُ قرَّرَ ..
أن هذا الوردَ مرفوضُ , ومأجورٌ ..
.........................................وقررَ أن عصرَ الشوكِ آنْ :
لابدَّ من تحطيمِ قلبِك يا عروسةَ حلمِنا ,
لابدَّ أن تخشى الورودُ تفتُّحاً برياضِنا ,
.......................................أو تنفحُ الأزهارُ يوماً عطْرَها
لابدَّ أن يرضى الجميعُ براءةَ المخلوعِ ..
..................................مبتسماً لنا , كى يستتبّ له الأمانْ
لابدَّ من تكميمِ أقوالِ الشبابِ نِكايةً , ..
لابدَّ من تلجيمِ أفعالِ الشبابِ ضراوةً , ..
لابد َّحتماً أن نقولَ عن الغباءِ حكومةً ,
وعن الوساخةِ حكمةً , وعن الغلاءِ ضرورةً ,
..............................................لا بد من مدح التيوسْ
لابدَّ من تأييدِ وحشِ الظلمِ ,..
.............................. أو نارِ الفسادِ بذلكَ الحزبِ الخسيسْ
***
أوَتحملين بقلبِك الشفافِ آفاقاً , ..
وأفكاراً , وأزهاراً , وشمساً للحضارةِ , ..
تحلمين بأن مِصرَكِ زهرةٌ فوّاحةٌ ,
بغدٍ لطفلِك زاهياً , بعدالةٍ , حريةٍ ,
................................بكرامةٍ , وبعزَّةٍ , وبروعةِ الإنسانْ
أوَتحملينَ الوردَ والأزهارَ , سادرةً ..
وخلفَكِ كائنٌ عبْدٌ بلا عقلٍ , ولا قلبٍ , ..
..........................................له قرنان , يزأرُ بالنحوسْ
أوَتحملين الوردَ يا شيماءُ , ..
يا ورداً ضحوكاً طيّباً ,
فى مصرَ صوّحه الجُناة تآمراً , وخيانةً , ونذالةً ,
.....................................أوَتحملينَ براءةَ الحبِّ النفيسْ ؟
سفحوا دمَ الشيماءِ , ..
يا مصرُ الجريحةُ , ..
إنها فوقَ الرصيفِ طريحةَ الأوباشِ ,..
...................................................... تـنزفُ نورَها
سفحوا دمَ الشيماءِ , ..
لكنّ الدماءَ تكونُ دوماً لعنةً ,
وتكونُ نوراً فى الطريقِ الصعبِ , ..
يا شيماءُ نأسفُ , ثم ناسفُ , ثم نخجلُ أننا
بِعنا دماءَ الوردِ , للأوهامِ ..
............................عادَينا الصباحَ إلى الظلام المستحيلْ
***
ولربما دمُكِ الزكىُّ يشدُّ من عزمِ الضياءِ الحُرِّ ,..
.......................................... ينقذنا من الأفقِ التعيسْ
من تناقض المثقفين :
******************
* لن أنسى أن اتحاد الكتاب فصل الكاتب المسرحى على سالم , لأنه زار إسرائيل , وإسرائيل دولة ملعونة لا شك , وهى دولة بنت وسخة , ولكن أحدا من هؤلاء الأدباء , لم يجرؤ أن ينتقد زويل لأنه ذهب إلى إسرائيل " الكل رَيّل أمام جائزة نوبل " بل ذهب وقام بالتدريس لمدة عام كامل فى معهد وايزمان , قبل أن يحصل على نوبل ... أى أن العدو – وهو أكثر تقدما علميا – شفط علم زويل , وسوف يقتلنا بهذا العلم يوما , لقد أعطاه زويل العلم الذى يمكث فى الأرض , ويدوم . لماذا استأسدوا أمام على سالم ونعتوه بكل التهم - وهو يستحق ذلك وأكثر – ومدحوا زويل ليل نهار ؟ أليس هذا انفصاما مخجلا لا يليق بالجهلاء ,ولكن المثقفين استساغوا ذلك ؟
* ومن أبرز الأمثلة الفادحة على انفصام كثير من المثقفين أن شاعرا أو متشاعرا مشهورا تافها يدّعى الحرية , اسمه أدونيس باع شعبه مجانا , وتركه لأحد أبشع الأنظمة فى التاريخ , يفعل فيه أسوأ مما فعل العدو الإسرائيلى بالشعب الفلسطينى فى مأساة تعجز اللغة عن وصفها , فعلى الأقل حين يفعل العدو ذلك فهو عدو ..
فعل أدونيس ما فعل من تبرير خائب ملعون تحت حجج طائفة ذميمة قائلا : لا أقف مع ثورة تخرج من المساجد , وهكذا برر لنفسه قتل الأطفال أحباب الله , ودول العالم المحترمة تفعل المستحيل لحماية وإعداد الأطفال للحياة فهم المستقبل ,ولكن ذلك المتشاعر ارتضى أن ينهق بالحرية والحداثة على الورق , ويبرر أنهار الدماء فى سوريا الجريحة التى قتل الأسد فيها حوالى نصف مليون , وغير المصابين , والمشتتين فى سوريا وفى المنافى حول العالم .. ما قيمة الشاعر الذى يفعل ذلك ؟ إن الحذاء القديم الملقى فى القمامة أغلى منه , فقد يستفيد من ذلك الحذاء إنسان محتاج ,,,
* نصان قديمان جديدان :
********************
مخالب القانون :
رأيت اليوم مخالب القانون تخرج دامية من فريسة هزيلة . ذلك القانون الذى اشمأزت منه ربة العدالة المقدسة .. والذى تمت صياغته بدقة خطيرة ، وخبث فاجر لا يخشى تهمة الفساد ، ليكون قطا أليفا يتمسح فى أقدام المتألهين ، ويموء فى حدائقهم ، ثم يتحول وحشا يضرب الفقراء بمخالبه على وجوههم ، ويحاصرهم حتى الموت .. نافشا شعره ، هادرا بالوعيد ضد المخالفين ، واقفا بين يدى حراسه الأقوياء فى قصر العدالة المهيب .
ربة العدالة المقدسة :
ربة العدالة العمياء يختل فى يديها ميزان العدل فى بلادنا . هكذا تصورها الفاسدون ، وصوروها فى واجهات محاكمهم الفاسدة.. وعلق الطغاة شعارها خلف مقاعدهم المروعة ، ولكن ربة العدالة الحقيقية المبصرة ، الدقيقة فى ميزانها ، ترفرف بعيدا بعيدا عن آفاقنا الحالكة .. عندما نظرت ، ودققت قالت :
إن القبائل العربية حالة ميؤوس منها ، فقد انتشر بها سرطان التظالم حتى النخاع .. ثم طارت بريشها الملون المضىء إلى آفاق أخرى ، وبلاد أخرى ، وتركتنا مثل كلاب حول حمار ميت .. نمارس حياتنا المفضلة . من كتابى : يوميات الروح تحت الطبع .
إن المستنقع مزدحم بالحشرات والديدان
*********************************
* والآن أنا أشتهى الموت , فقد نضجت للموت تماما , وأنا أشاهد يوميا الدماء المصرية , تسيل مجانا فى كل مكان , وأقرأ عن التعذيب والقتل فى أقسام الشرطة , وأشاهد التحول الشنيع ضد إحدى أعظم الثورات فى التاريخ , وأشاهد الإعلاميين الفلول يقدمون القذارة , وقلة الأدب , والدناءة , والتدنى كل يوم سعداء بذلك , ويقزّمون مصر العظيمة بتطاولهم على الدستور الذى غنوا وطبلوا له , فالدستور يعظم الثورة , وهم يهاجمون الثورة والثوار باستمتاع وانتقام , بل كانوا ينتقمون منهم بفيديوهات تافهة لا قيمة لها ,,, كما كان يفعل الإعلاميون الإخوان والسلفية من تطاول وشتائم وانتهاك للأعراض على كل من يخالفهم .
إنه إعلام العار والشنار , فالإعلاميون الفاسدون الحمقى ينهقون , وينبحون , ويتكلمون وكأنهم يتكلمون من مؤخراتهم ... نحن مفضوحون أمام الله , لذلك نتبرأ إلى الله من وساختهم وكفرهم بالحقيقة والعدل . وملايين المصريين الغلابة , والذين لا يحبون القراءة , أو لا يعرفونها , إضافة إلى ملايين المتعلمين الذين ضربهم الميل والهوى والتعليم الفاشل , كلهم واقعون وغارقون فى مهب السحر الأسود الفعّال للإعلام الملعون .. هل هذا قدر علينا أن نخرج من مستنقع إلى مستنقع إلى مستنقع , نخوض فى آلامنا , وخسائرنا , ودماء شبابنا ؟ لقد عادت دولة المخلوع أقوى , وأكثر دموية :
لا مرحباً بالرجوعْ * يا دولةَ المخلوعْ
يا خيــبةَ المسعى * يا طعنةً فى الضلوعْ
* كان الفلول مختبئين مثل الفئران فى الجحور رعبا من الثورة والثوار , وخوفا من مصيرهم بسبب جرائمهم , وكانوا يتآمرون فى نهم , وحين استأسد الإخوان وصادروا الثورة ونسبوا لأنفسهم كل الفضائل , بعدما قالوا بكل وضوح , وعلى رأسهم المرشد : لن نرشح أحدا للرئاسة . لبّسوا مصر فى حائط صُلب , بكل جهل وغشم واستعلاء واستحمار ( احنا أسيادكوا ) كانت فرصة عظيمة لتستقط الفئران ( الفلول ) وتخرج من الجحور , وتلبس رداء الثورة الأحمر النارى , شوقا إلى السلطة البهيمية , ومعها المليارات المنهوبة من الشعب , ثم تستأسد , وتستولى على مصر كلها , ويعود الحزب الفاسد المنحل , ويستعيد أرضه كلها وزيادة .. * وهاهم الإخوان " بتوع " : موتوا بغيظكم , يعيشون ويمثلون دور الضحية جيدا , وهم يجيدون ذلك , فلو صدقوا وعودهم , ولم يرشحوا أحدا كما كادوا أن يقسموا على ذلك , لفازوا وأتوا بعد أربعة أعوام على صهوة المنقذ , ولكنهم لحسوا وعودهم – كما يلحس مختل بصقته أو برازه - عندما قالت أمريكا - لا رضى الله عنها - : إنها لا مانع عندها من التعامل مع التيار الإسلامى ... ,,,,,,
* ماذا فعلتم وأطفال غزة يذبحون أمامكم بشكل يصرخ الحجر أمامه , فى مذابح مجانية مكررة , هل صمتم فقط ؟ لا لقد مدح بعضكم العدو النجس , وهاجم القتيل , وبدأت آلة الوساخة الإعلامية فى نشر وساختها على العالم , ومن أكبر صحيفة حكومية مدحت صحفية جهولة نتنياهو على صفحتها قائلة : كتر خيرك يا نتنياهو , وكذلك نبح إعلاميو الفلول يوميا , بمؤازرة عدونا الوحيد الذى قتل أطفالنا فى بحر البقر , وقتل جنودنا الأسرى بأبشع طريقة , وجعلهم يحفرون قبورهم , ودفنهم أحياء ...لقد أصابكم الصمت وقتها , وأخذتم فى اللف والدوران ( زى الديب العلق )
عصر الكوميديا السوداء , أو عصر الفنكوش :
***************************************
خرجنا من فنكوش الإخوان إلى فنكوش النظام الجديد , من التكفير والسفالة إلى التخوين والسفالة , من مشروع النهضة الأهبل إلى جهاز الكفتة , أو عار الضحك على المرضى بأبشع ما يكون , فى فضيحة علمية فضحها فى وقتها الدكتور عصام حجى , أو قل : فى كُفر صريح بالعلم , وكل من كان يتساءل فقط أو يشكك , ينهال عليه سيل من أبشع شتائم الفلول إضافة إلى سفالة وردح وقلة أدب مذيعات الفلول , وعشنا شهورا من الهوس , والهسس , والجنون , وقلة العقل , والدناءة فى الإعلام , وفى الردود والتعليقات التى أصبحت سمة هذا العصر الذى أصبحت الشتيمة بعضو الأم هى الشائعة وكأنها تحية الصباح أو المساء . كنا نتجه للنور والحرية , فكيف وصلنا إلى هذا المستنقع فى ظلام يغمر الشمس ؟
* وهذا ما حدث أيام عبد الناصر حين أخذ الإعلام يتغنى ليل نهار أن مصر صنعت صاروخين هما الظافر والقاهر , سيصلان إلى تل أبيب , مما جعل إسرائيل تأخذ حذرها , وتضاعف تسليحها , والحقيقة أن النظام وقتها صنع فعلا صاروخين , وحين جربهما سقطا بعد مئتى متر , فكتم الفضيحة , واستمر الغناء بالظافر والقاهر . حمدت الله كثيرا أننى لم أعش ذلك العصر , وكنت طفلا وقتها , ولكنى أعيشه الآن , ذلك العصر الذى عبر عنه بشكل غير مسبوق الشاعر نجيب سرور فى ديوانه الخطير الممنوع ,,,,,
* ولن أنسى أبدا , وأتذكر ذلك كل يوم أعجبَ انتخابات فى التاريخ , وهى انتخابات الرئاسة الأخيرة التى تم مدها يوما خلافا للقانون , وأصبح المذيعون الفلول كلابا تنبح بعروق منتفخة ضد الشعب بأوسخ الألفاظ والتهم , واتهموا من لم ينزل للانتخابات من الشعب بالخيانة , وهددوا من لم ينزل الانتخابات بالغرامة , وبمنع الدعم عنهم , وأخذ كل عتل زنيم يهدد بالويل والثبور , رغم أن كل كبار الجيش قالوا : " مفيش حد يهدد شعبنا ويخوفه " ,,,,
* كما قامت حملة رهيبة للدعاية للدستور ليل نهار , بشكل غير مسبوق , وتساءل معى الآن : أين الاستحقاقات الدستورية ؟ - أتتكلم عن الاستحقاقات الدستورية ؟ اصمت , فنحن نحارب الإرهاب . لقد عاد الإخوان مرة أخرى لخدمة النظام . وذكرنى الدستور الآن بأعجب كلام سمعته من الدكتور الجنزورى حين قال فى وزارته الثانية كرئيس للوزراء : لن نسمح بأن تشتم الشرطة مصريا , لن نسمح حتى بالشتائم , ثم حدثت مذبحة شارع محمد محمود , والقصر العينى , والتحرير ...
* أحب الصدق وأبحث عنه , قولوا لى أيها المثقفون : هل هناك قناة سويس ثانية فعلا ؟ أم تفريعة طولها 35 كيلو ؟ وما الضير من قول الحقيقة ؟
* لماذا بعد تفجير منازل رفح بعرض كيلو متر وتهجير الناس , لماذا لم ينتهِ الإرهاب ؟ ولماذا تحدث التفجيرات بالأسلوب نفسه , ولا يتعلم أحد , ولماذا ضرب الإرهاب مصر كلها ؟
* لماذا لا يهتم أحد بالتعليم , وهو المشروع القومى الأول إن أردنا مستقبلا ؟ فمدارسنا خرابات لا تعجب إلا العدو الإسرائيلى , ولا أعرف لماذا لا يرسل لنا نتنياهو رسالة شكر على مستوى التعليم فى مصر ؟
* لماذا تركنا أثيوبيا تكمل سد النهضة بشروطها , أين سياستنا وضغوطنا وطائراتنا ؟ ليس فى الأمر هزار ومماحكات , إما أن يعيش أطفالنا , أو يعيش أطفال أثيوبيا , الأمر صعب جدا وقاسٍ , ولكن هذه هى الحياة , ويمكن أن يعيش أطفالنا وأطفالهم لو وافقوا على مقترحات مصر الأساسية التى ستحقق لهم التنمية بما لا يضر بمصر , ولكنهم يرفضون , لذلك : فملعون أبوهم .
والمصيبة أن الرئيس السودانى - المطلوب أمام محكمة العدل الدولية - باع مصر بهبة أثيوبية , شريط من أرض أثيوبيا , وهو الذى شق السودان إلى دولتين , إحداهما تحت جناح العدو الإسرائيلى ... هل سننتظر حتى يصبح (سيدنا النيل العظيم عليه الصلاة والسلام ) حتى يصبح ترعة نقتل بعضنا بعضا على مياهها الملوثة ؟ .. أين المليونيات الحاشدة من أجل سيدنا النيل العظيم ؟
* ونحن نعيش فى قلق دائم من أجل أنبوبة غاز غير متوفرة . ومن أجل طريق لا نستطيع السير فيه , ومن أجل القمامة وتلوث البيئة الرهيب الذى جعل معظم الشعب يموت بالسرطان , وبسبب الفساد المنتشر كالماء والهواء ,,,,,,,,,,,,,,,,,,
* أيها المثقفون التافهون, هل يتذكر أحد منكم شعار الثورة , ماذا تحقق منه ؟ شعار الثورة العظيمة : عيش , حرية , عدالة اجتماعية , كرامة إنسانية , كان شعارا يعبر عن أحلام شعب من ألوف السنين , كان حلما رائعا , وعاد كما كان حلما رائعا .
* قال الشعراوى : إن لم تقف مع الحق , فلا تصفق للباطل .
* الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز , رضى الله عنه , غير الإمبراطورية الإسلامية , ونشر العدل والسلام والرخاء فى عامين وأربعة أشهر .
* الحل الأمنى فقط لن يحل مصيبة الإرهاب , ولن يوقف أسراب الشهداء الأبرياء عن الرفرفة إلى السماء , ولن يوقف الدماء البريئة النازفة , ولن يرقأ دموع الأمهات المكلومات التى تسيل أنهارا فى سكون الليل , ولن يحمى أطفالنا من هذا المناخ الدامى على جميع المستويات , فقد وصلنا إلى ذلك المذيع الفلول الجهول الذى قال , ويجب محاكمته على ذلك , قال : افرم يا سيسى , أو الإخوان الذين قالوا : هنقتلهم هنحرقهم . وكفّروا من يخالفهم ..
* إن كمية الألم والحزن والإحباط والاستقطاب الملعون والفشل فى مصر , تكفى كوكبا ملعونا نسيته الملائكة , وتركه الله ,,,,,
* هل تعرفون إلى أين وصلنا أيها المثقفون المعرصون ؟ وصلنا إلى محرقة الكتب فى يوم أسود من شهر إبريل 2015 , وصلنا إلى أبشع ما تم ربما فى تاريخ مصر كلها .. وزارة اللاتربية واللاتعليم تحرق الكتب فى حوش مدرسة بالجيزة , ومن فعلتْ ذلك تفخر بما فعلت . وحرق الكتب باختصار يعنى حرق حرية الرأى , وحرق الأفكار , والعقل , والجمال , والثقافة ,,, وحرق وقتل وسحل البشر بعد ذلك . حرق الكتب تمهيد لدخول الظلام والبشاعة .
* أين أنتم أيها الأدباء , وأين اتحاد كتاب مصر , وأين وزير الثقافة ؟ نسيت , وزير الثقافة مشغول عنده مشكلة مع التخان , الذى ذكرنى بعبقرى السياسة العالمية صدام حسين الذى أمر مرة كبار المسئولين بأن يتخلص كل مسئول منهم من كرشه خلال ستة أشهر , فقد أمر وزير الثقافة الذى لا أعرف اسمه , ولا أعرف مؤلفاته , أمر الأستاذة عزة عبد المنعم الحاصلة على درجة الماجستير بأن تصعد السلم عشرين مرة فى اليوم , عشان تخس , أما الوزير السابق الذى كان معروفا ومشهورا , فلم يفعل إلا أنه خرج إلى المعاش بلقب وزير , وكان عاشقا لذلك ,,,
* أيها المثقفون الأوباش الذين باعوا , والذين يستلذون النفاق والتعريص : لقد بعتم أحلام الشعب الغلبان , وأنتم عيونه على المستقبل , وأنتم الرواد - ولو دفعتم ثمنا غاليا - والرائد لا يكذب أهله , ولكنكم تكذبون أهلكم بعيون مفتوحة على المكاسب , وأرواح مغلقة عن الحب , والعدل , والخير , والجمال , والإنسانية .
هل تعرفون الشاعر كامل أيوب ؟
***************************
أذكركم بإحدى أجمل القصائد عن الحرية , وكأن ملاكا كتبها , وهى جديرة بأن تكتب بماء الذهب , وتعلق فى كل شوارع مصر , وفى كل رياض الأطفال , وفى كل مدرسة وجامعة , وفى مجلس الشعب – لما يكون فيه مجلس شعب – وهى جديرة أن تكون نشيدا وطنيا يغنيه الجنود , والطلاب , ويذاع يوميا فى كل الإذاعات والقنوات ,,,,,,,,,,,,,,,
إنها للشاعر كامل أيوب غير المشهور مثل الأوباش المشهورين , وليس له مكانة بينهم , وقد رحمه الله من بؤسهم عام1995 , والمولود عام 1936 فى الغربية ,.. إنها لشاعر كبير وإنسانى , وهى تكفيه فخرا ومجدا :
أغنية طائر صغير
شعر : كامل أيوب
***************
بنشوةٍ درجْ
قُرب شجيرةٍ سخيّة الأرجْ
وعلمته أمه أن ينشر الجناحْ
وأن يبشَّ للصباحْ
وان يجوب فى الرياض والحقول والبطاحْ
وراء رزقهِ المتاح ..
وعلمته أن يغنى كل يومٍ للرياحْ
حروف كلمة وحيدة غنيهْ
حريَّهْ
****
الطائر الصغير أتقن الغناءْ
وميز الفصول والظلام والضياءْ
واختار عشه على فروع زيتونةٍ
جنب غدير لا يجفُّ منه الماءُ لا يحرمُ الظـِّماء ..
جنب ممر نسمةٍ ملساءْ
كم نقّـر الحنطةَ والبقولَ والحنّاءْ
كم طار طار ثم عاد فى المساءْ
مغنياً رضاه زافراً حنينه
فى الكلمة الأثيرة الفتيهْ
حريّهْ
****
وفى خريفٍ عاطلٍ فقيرْ
طاف الجفاف والفناء بالبذورْ
فطال جوع الطائر الصغير
ودوَّخ الآفاق باحثا عن الغذاءْ
فلم يجد سوى الخواءْ
وكلما مرَّ على نوافذِ القصورْ
رأى الطيورَ فى الأقفاص زادها كثيرْ !!!
وأزَّ فى حشاه الجوع ..
هنيهةً لكنه يواصل الطلوعْ ..
فى صوته النحيل فرحة خفيهْ
حريَّه ْ..
********************************
[size=33] الله يضحك للشهيد[/size]
شعر : كامل أيوب
***************
بنشوةٍ درجْ
قُرب شجيرةٍ سخيّة الأرجْ
وعلمته أمه أن ينشر الجناحْ
وأن يبشَّ للصباحْ
وان يجوب فى الرياض والحقول والبطاحْ
وراء رزقهِ المتاح ..
وعلمته أن يغنى كل يومٍ للرياحْ
حروف كلمة وحيدة غنيهْ
حريَّهْ
****
الطائر الصغير أتقن الغناءْ
وميز الفصول والظلام والضياءْ
واختار عشه على فروع زيتونةٍ
جنب غدير لا يجفُّ منه الماءُ لا يحرمُ الظـِّماء ..
جنب ممر نسمةٍ ملساءْ
كم نقّـر الحنطةَ والبقولَ والحنّاءْ
كم طار طار ثم عاد فى المساءْ
مغنياً رضاه زافراً حنينه
فى الكلمة الأثيرة الفتيهْ
حريّهْ
****
وفى خريفٍ عاطلٍ فقيرْ
طاف الجفاف والفناء بالبذورْ
فطال جوع الطائر الصغير
ودوَّخ الآفاق باحثا عن الغذاءْ
فلم يجد سوى الخواءْ
وكلما مرَّ على نوافذِ القصورْ
رأى الطيورَ فى الأقفاص زادها كثيرْ !!!
وأزَّ فى حشاه الجوع ..
هنيهةً لكنه يواصل الطلوعْ ..
فى صوته النحيل فرحة خفيهْ
حريَّه ْ..
********************************
[size=33] الله يضحك للشهيد[/size]
شعر / حسين أحمد إسماعيل
إهداء إلى :
شهداء غزة , وفلسطين عموما ,
وشهداء الثورات العربية , الذين خرجوا طلبا للحرية ,
فقتلهم الأوباش الخنازير بدم بارد ..
وإلى كل مسجون فى سجون العالم العربى الفاسد ,
يتعذب , أو يتعذب حتى يُستشهد من أجل الحرية ,
الحرية جميلة الجميلات ,,,
********************************
هبطتْ ..
ملائكةُ السماءِ بكل بهْجتِها ..
................................... إلى روح الشهيدْ
كانتْ ملابسه مُخضّبةً ..
خضابَ العُرس ، حنّاءَ الهوى
بدمٍ يفوحُ كوردةٍ ، ويسيلُ مغفرةً له
يهدى طيورَ النورِ حتى تحتويه ..
بخيرها كرَمَاً ..
........................... ويشربُ من يديْها ما يُريدْ
وتدفّقَ الإشراقُ سحّاراً ،..
أحاط به ، فبصَّ ،..
وقلّب العينين فى فرحٍ لأجنحةِ الملائك ،..
للصفاءِ ، لخفقةِ الريش البهىِّ ،..
..........................لروعةِ الأنغامِ تعلو بالنشيدْ
وتلّونَ الأفقُ الشفيفُ نضارةً ،
ورذاذُ فرحٍ حيثما هبطوا ..
على الوجهِ الجريحِ يشعُّ مُبتسماً ..
....................... ترفُّ الروحُ فى الثوب الجديدْ
مُتلفتاً يرنو لأنوار الملائك ضاحكاً ،
مُتعجباً من ريشها ، وجمالِها العلوىِّ ..
تلكَ فخامةٌ ، وأناقةٌ ,
أوَكلُّ هذا السحرُ حقٌ ؟ أمْ خيالٌ هائجٌ ؟
ها إننى أعلو خفيفاً فى الفضاءِ ،..
أرى هنا الشهداءَ من حولى ..
........................... صعوداً كلُّنا نحو الخلودْ
ها موكبُ الشهداءِ يرقى فى معارجِه ..
على سُحُبٍ من الأنوارِ للكونِ ..
الحقيقىِّ الأصيلِ مُضَمّخاً
الشمسُ أحلى ها هنا ،
والوردُ يضحكُ بالعبيرٍ مودةً ،
وترفُّ فى ألَقٍ شحاريرُ الجنانِ لأجلِنا ،
........................................ فاليومُ عيدْ
لو أن أهلى ..
يدركون الآنَ ما ألقى لخفَّ الحزنُ عنهمْ ..
فاثبتوا فى هذه الأرضِ العتيقةِ ..
يا أحباءَ الإلهِ استبسلوا , ضدّ الفلولِ , ..
وضد إعلامِ الفلول ِ, وضد إخوانِ المغولِ , ..
............................. استبسلوا ضدّ اليهودْ
واجعلْ بقلبِك يا أخي حجَراً ،..
فإن الخوفَ بابٌ للهزيمةِ ،..
إننا أصحابُ حقٍ ،..
عيْشُنا للهِ – نحنُ المؤمنين –
وموتُنا للهِ ، مسْعانا وغايتُنا لوجهِ اللهِ ..
إنّى فى طريقِ الحبِّ والبُشرى هنا
والله جلَّ جلالُهُ متعالياً
................................ اللهُ يضحكُ للشهيدْ
حسين أحمد إسماعيل
عدل سابقا من قبل hussein في الجمعة يونيو 05, 2015 10:42 am عدل 2 مرات