*** عام دراسى قديم جدا ***
بدأنا العام الدراسى يوم الأحد الماضى , وقد وضعت خطة عمل للعام ومنها اليوم الأول , وسارت الخطة بشكل جيد , فقد عملت حساب مشكلة أراها منذ سنوات تحدث فى اليوم الأول , فأثناء انشغالنا بمناداة الطالبات لتعرف كل طالبة فصلها قبل الطابور , يتسلل بعض أولياء الأمور ممن لهم أقرب أو من غيرهم إلى الفصول , فى الهرج الذى يحدث بين انتهاء الفترة الصباحية وبداية الفترة المسائية , ويصطحبون بناتهم لحجز مكان لهم فى المقاعد الأولى ..
شددت عل مشرفى الأدوار بضرورة طرد أولياء الأمور لأن ما يقومون بفعله جريمة مخلة بالمساواة بين الطالبات , ومع الدقائق الأولى للطابور ذهبت لأمر على الفصول , فوجدت عددا كبيرا من السيدات يحجزن المقاعد الأولى لبناتهن , والمشرفات يجدن صعوبة فى منعهن .. جن جنونى وعلى غير طبيعتى انفعلت ورفعت صوتى عاليا جدا , وصرخت فيهن وطردتهن مع بناتهن ولم أترك لهن فرصة للكلام , البنات إلى الطابور , والسيدات إلى الشارع , وبعد انتهاء الطابور , شرحت لهن الأمر , بهدوء , واعتذرت عن انفعالى , وتفهمن الأمر , وهكذا قضيت على إحدى المشاكل السنوية التى تحدث كثيرا من الخلل .. ولم تغضب أمهات الطالبات , لأننى أوقفتهن فى الطابور بالترتيب التالى, القصيرة فى الأمام والطويلة فى الخلف , وجعلت كل معلم عنده الحصة الأولى يصطحب طالباته حتى باب الفصل بالترتيب السابق , ويوقفهن أمام باب الفصل , ويدخلهن للفصل بالترتيب ويشرف على جلوسهن , وبعد ذلك يأتى دور الأخصائيات الاجتماعيات للتدخل مرة أخرى لتعديل جلوس الطالبات ضعيفات النظر ..
رحبت بالطالبات وشرحت لهن دور وأهمية المدرسة , وقلت لهن أن المدرسة هى أجمل مكان فى العالم , ووضحت سبب ذلك , وحذرت طالبات الصف الثالث الإعدادى من الغياب , وهاجمت كل من يجعلهن يكرهن المدرسة , وهاجمت الدروس الخصوصية , وبينت مخاطرها ,
ولكن العام الدراسى الجديد ليس فيه من الجدة شىء , وكل شىء كما هو , وتغيبت طالبات الصف الثالث مثل كل عام , واليوم الرابع لم تحضر إلا عشر طالبات من مئة وخمسين طالبة فى الصف الثالث .. يا حسرة على التعليم فى مصر , ويا حسرة على وزارة لا تعرف إلا الحديث عن إنجازات وهمية , فالوزير يقول دائما " الدروس الخصوصية فى العالم كله " وهكذا يتم إلغاء المشكلة بتصريح لا معنى له ..
الدروس الخصوصية بدأت من بداية أغسطس , وهى تخرب لنا التعليم تماما , وماذا نستطيع أن نفعل فى دولة تحل كل المشاكل بالتجاهل الأحمق , لأنها لا تستطيع مضاعفة مرتب المدرسين , فتحولوا إلى جزارين يضعون أياديهم فى جيوب أولياء الأمور , ويمدون أياديهم إلى طلابهم آخر الشهر ..
لا تعليم وهذه المسخرة مستمرة .. لذلك رغم نيتنا الطيبة والمخلصة , فهذا العام قديم جدا , يحيطه الفشل من كل جانب , ويسد علينا الطريق , إن نتنياهو سعيد جدا بنا , ويريد أن يرسل لنا برقة شكر , على حال التعليم فى مصر , أظن أنه يقول لنا : سيروا على بركة الشيطان , ,,,,