الحـياة للجـميع
حسين أحمد إسماعيل
دعوة للتكافل الاجتماعى
ألا تستحق تلك الصغيرة اهتمامنا
نحن نتألم نظيرا فقط , ولكن هذا هو الواقع
الواقع الذى يجب أن نتفاعل معه اهتماما ورحمة
صورة توجع القلب , طبعا
وهذا هو المقصور , علينا أن نخجل من أنفسنا
ومن إنسانيتنا التى تعيش فى غيبوبة
هل تستطيع أن تهرب من هذه النظرة ؟
حسين أحمد إسماعيل
دعوة للتكافل الاجتماعى
ألا تستحق تلك الصغيرة اهتمامنا
نحن نتألم نظيرا فقط , ولكن هذا هو الواقع
الواقع الذى يجب أن نتفاعل معه اهتماما ورحمة
صورة توجع القلب , طبعا
وهذا هو المقصور , علينا أن نخجل من أنفسنا
ومن إنسانيتنا التى تعيش فى غيبوبة
هل تستطيع أن تهرب من هذه النظرة ؟
السيدات المعلمات المحترمات بمدرسة أنس بن مالك
بعد التحية
.. أنتن سيدات هذا المجتمع الذى نعيش فيه , ويجب أن يكون لكن دور بارز فى خدمة المجتمع خصوصا بعد ثورة 25 من يناير أعظم ثورة فى التاريخ , والتى أحيتنا , وردت إلينا إنسانيتنا المسلوبة , وجعلت الشعب يمسك بمقادير بلاده , واستمعنا , واستمتعنا لأول مرة فى حياتنا بهذا الهتاف الخالد والأجمل من جميع الأغانى والأناشيد : الشعب يرد .. نعم فالشعب الآن هو الذى يريد , ويأمر .
وأنا أدعوكن للمبادرة بإنشاء جمعية أهلية نسائية لخدمة المجتمع كضريبة واجبة الدفع, وزكاة عن حياتكن , وحياة أولادكن .. ومن أهداف هذه الجمعية رعاية أطفال الشوارع , والأيتام الفقراء , وهذه مهمة جليلة , وتناسب غريزة الأمومة , فهؤلاء الأطفال يستحقون الحياة الطبيعية , ورعايتهم واجبة , فالحياة للجميع ,والحياة تسع الجميع ليعيشوا بكرامة , وعلينا أن نسعى من أجل ذلك , وهذا أمر دينى أساسى , فالدين ليس كلاما نظريا .. ومن العار أن نعيش وحولنا هؤلاء الأطفال المشردون بملابسهم الممزقة , وجوعهم إلى الحياة , يطل من أعينهم , وإلى الصحة والتعليم .. إنهم يشمّون الكلة والبنزين , ويتعرضون لبشاعات الشوارع , وانتهاك آدميتهم , أو يعملون فى جمع القمامة بدون قفازات , وهذه جريمة فى حق المجتمع .. ومن عشر سنوات تقريبا تم عمل مسابقة فى نادى الشمس بالقاهرة لأجمل كلب , وتقدمت السيدات المرفهات بكلابهن المرفهة , وكل كلب كان يتمتع بميزانية كبيرة للطعام والزينة تكفى عدة أسر . ومن أسابيع أيضا تم عمل مسابقة لأجمل القطط .. أعاذنا الله من أمثال هؤلاء رغم أن الدين يحترم كل مخلوقات الله , ولكن الإفراط فى تدليل الحيوانات بينما الأطفال يموتون فقرا , يدل على تبلد المشاعر , بل وعلى العمى الروحى .
الحياة للجميع .. تحتاج هذه المهمة الجليلة إلى الإيمان بفائدتها أولا , وتحتاج إلى إنشاء جمعية أهلية لها مقر ثابت , ويمكن أن يكون حجرة فى مركز الشباب مؤقتا , ويمكن جمع تبرعات شهرية عشرة جنيهات مثلا , وهذا مبلغ بسيط وهين , ولكن أثره هائل عندما تتجمع هذه المبالغ مثلما تتجمع قطرات المطر , فتصنع نهرا من الخير .. كما لن يستغرق العمل وقتا طويلا , بل ساعة أو ساعتين أسبوعيا فى اجتماع دورى لمناقشة جدول الأعمال ’ وتكليف المهام , وسوف تجدن مئات من الفتيات والشابات المتعلمات مستعدات للعمل معكن بنشاط كبير , إضافة إلى الأخصائيات الاجتماعيات والنفسيات .
وعن طريق التبرعات يمكن تعليم خياطة وتطريز وأعمال يدوية , وعمل معارض لإنتاج الأطفال .. وإن لم تفعلن ذلك سيكبر هؤلاء فى بؤرة الجهل والشر والأذى والإجرام , وسوف ينتقمون من المجتمع بطريقتهم , ويتعرضون لأولادكن وبناتكن بالمضايقات , فسارعن إلى خدمة المجتمع , هذا فرض عين , يتوجب عليكن القيام به , فليس للأنانية مكان بعد الثورة , فأرجو التفكير جديا فى هذا الأمر , ولكن الأجر والثواب من الله .