الدرس العظيم
حسين أحمد إسماعيل
اليوم هو الثالث من أغسطس 2011 , وهو يوم تاريخى بكل معنى الكلمة فى تاريخ مصر الحديث , فمحاكمة الرئيس المخلوع اليوم بداية جديدة , فالضمير المصرى يشرق من جديد فى مصر المحروسة برعاية الله , وحراسة التاريخ والحضارة .. وأنا لا أعطى أية قيمة للمخلوع فى حد ذاته , بل للمعنى الرائع الذى تحقق اليوم .. وقبل كل شىء يجب أن نعرف أن إنجاز اليوم المدهش هو من نتائج إعتصامات 8 يوليو الذى فضه...ا الجيش من أيام بقسوة وعنف .........
سأضع جانبا كل المخاوف , والمحاذير , والشكوك , والهواحس لأستمتع بربة العدالة المقدسة ( ماعت ) الفرعونية وهى ترفرف فى سماء مصر بعد عقود وقرون مظلمة فى قبضة شياطين الظلم الأسود .. هاهى ربة العدالة بريشها الرائع الملون المبهج تضحك فى سماء مصر , وتستعيد أملاكها فى قلب الشعب العريق .. ربة العدالة المبصرة الدقيقة فى أحكامها .. إنها مبصرة , ولا تشبه تلك المزيفة العمياء أو المعصوبة العينين , والتى اتخذها الناس رمزا وشعارا , يجب أن تكون ربة العدالة مبصرة , فالربة لا تظلم , ولكنها أوهام البشر .................................
هنرى بريستد العالم الإنجليزى الجنسية المصرى الهوى والروح له كتاب مهم , وأصل من أصول الحضارة المصرية , وهو كتاب : فجر الضمير , ويقصد بالضمير , أن مصر أول بلد فى العالم عرفت المحاكم العادلة , وقدّست إلهة الحق والعدل ( ماعت ) والمحاكم تعنى القوانين والمساواة .. والآن يشرق فجر الضمير مرة أخرى , ونأمل أن يكون دائما , فنور العدل يملأ القلوب طمأنينة , وأمانا , ويصبح للحياة معنى ....................................اليوم من أعظم أيام مصر والمنطقة العربية , فاليوم قد اكتمل الدرس , واكتملت الآية أمام أعيننا .. هاهى إحدى معجزات الله القادر تتحقق , فلو مات المخلوع , أو تم قتله ماكان الدرس قد اكتمل , الدرس الذى قال فيه الشاعر العامى المصرى ابن عروس :.............لابد من يوم معلوم * تترد فيه المظالم _ أبيض على كل مظلوم * واسود على كل ظالم ..ويقصد ابن عروس يوم القيامة , ولكن ها نحن نشاهد المعجزة .. كان المخلوع من شهور , وهو يحتفل بنجاح حزبه الفاسد فى الانتخابات المزورة بلا شفقة ولارحمة , كان مثل الطاووس مختالا , وكان يسخر بدون أية مناسبة من أفاضل الشعب ( خليهم يتسلوا ) ولن يعرف أبدا أن تلك الجملة المهينة هى القشة التى هدمت نظامه الفاسد الملعون ..........................اليوم اكتمل الدرس , فهنيئا أيها الشعب , ونأمل أن تسير المحاكمات بحكمة وعدل , وألا نرى مرة أخرى شكل المحامين , وهم يتدافعون ويتزاحمون بذلك الشكل المعيب المهين , وأن نرى نظاما داخل المحكمة وخارجها يليق بمصر ..